تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحكام المرتد عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله]

ـ[علي 56]ــــــــ[09 - 06 - 05, 03:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

واشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليه خير نبي مرسل وأكرم شافع مفضل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البدور الكمل صلاة دائمة إلى يوم الدين

أما بعد:

فإن الردة قد نجم قرنها في هذه الأيام اعتقادا وقولا وعملا وسلوكا

وقد خاض الناس في أحكامها خوضا كثيرا

فمنهم من أنكر حد الردة وخاصة الذين انبهروا بحضارة الغرب العفنة وأكاذيبه

ومنهم من لم يكفر المسلم مهما ارتكب من أمور تخرجه من الدين حتى يعتقد ذلك بقلبه وهم مرجئة العصر

ومنهم من يكفر المسلم لأدنى معصية أو لخلاف معه في الرأي!!!

ومنهم 0000

ومنهم 0000

*************

وحسما لهذه الفوضى في هذه القضية الخطيرة فقد قمت بجمع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول أحكام الردة

وقد استفاض في الحديث عنها بما لم يسبق إليه

فجمعتها من كتبه التالية:

أولا - مجموع الفتاوى حيث تعرض لهذا الموضوع كثيرا من حيث أسباب الردة وكيفيتها وأحكامها

والثاني - منهاج السنة النبوية ليرد على الرافضة الذين كفروا الصحابة رضي الله عنهم دون برهان ولا دليل

والثالث - الصارم المسلول على شاتم الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث فصل فيه حكم هذه المسألة وبين حكم سب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم بكلام نفيس

***************

قال تعالى مبينا لنا حرص الكفار على ارتدادنا عن ديننا:

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة

إن وجود الإسلام في الأرض هو بذاته غيظ ورعب لأعداء هذا الدين ; ولأعداء الجماعة المسلمة في كل حين إن الإسلام بذاته يؤذيهم ويغيظهم ويخيفهم. فهو من القوة ومن المتانة بحيث يخشاه كل مبطل , ويرهبه كل باغ , ويكرهه كل مفسد. إنه حرب بذاته وبما فيه من حق أبلج , ومن منهج قويم , ومن نظام سليم. .

إنه بهذا كله حرب على الباطل والبغي والفساد. ومن ثم لا يطيقه المبطلون البغاة المفسدون.ومن ثم يرصدون لأهله ليفتنوهم عنه , ويردوهم كفارا في صورة من صور الكفر الكثيرة. ذلك أنهم لا يأمنون على باطلهم وبغيهم وفسادهم , وفي الأرض جماعة مسلمة تؤمن بهذا الدين , وتتبع هذا المنهج , وتعيش بهذا النظام.

وتتنوع وسائل قتال هؤلاء الأعداء للمسلمين وأدواته , ولكن الهدف يظل ثابتا. .

أن يردوا المسلمين الصادقين عن دينهم إن استطاعوا. وكلما انكسر في يدهم سلاح انتضوا سلاحا غيره , وكلما كلت في أيديهم أداة شحذوا أداة غيرها. .

والخبر الصادق من العليم الخبير قائم يحذر الجماعة المسلمة من الاستسلام , وينبهها إلى الخطر ; ويدعوها إلى الصبر على الكيد , والصبر على الحرب , وإلا فهي خسارة الدنيا والآخرة ; والعذاب الذي لا يدفعه عذر ولا مبرر:

ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر , فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. .

والحبوط مأخوذ من حبطت الناقة إذا رعت مرعى خبيثا فانتفخت ثم نفقت. .

والقرآن يعبر بهذا عن حبوط العمل , فيتطابق المدلول الحسي والمدلول المعنوي. .

يتطابق تضخم العمل الباطل وانتفاخ مظهره , وهلاكه في النهاية وبواره. .

مع تضخم حجم الناقة وانتفاخها ثم هلاكها في النهاية بهذا الانتفاخ ّ!

ومن يرتدد عن الإسلام وقد ذاقه وعرفه ; تحت مطارق الأذى والفتنة - مهما بلغت - هذا مصيره الذي قرره الله له. .

حبوط العمل في الدنيا والآخرة. ثم ملازمة العذاب في النار خلودا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير