تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دفاع العلامة محمد رشيد رضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية]

ـ[الاستاذ]ــــــــ[10 - 06 - 05, 07:53 ص]ـ

من درر مجلة المنار:

اتهام ابن تيمية

بأنه قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي ... إلخ

(س14) من صاحب الإمضاء في قنا مع كتاب خاص لوكيل المنار هذا

نصه:

سيدي المحترم

سلام عليك وتحية طيبة بمقدار ما للمنار من الفضل على المسلمين قاطبة

وبعد، فأرجو أن تطالع ما أرفقته بهذا - وتوافقني على تقديمه ورفعه إلى

حضرة المصلح العظيم العالم العامل صاحب الفضيلة السيد رشيد رضا حفظه الله -

حتى ينظر فيه، ويرى ما يراه، وهو الموفق للصواب دائمًا.

وإذا حَسُن لدى فضيلته أن يذكر كلامًا فاصلاً في هذا الموضوع - في المنار

الأغر - كانت الفائدة عامة للناس أجمعين، ومن بينهم من وزع عليهم المهذب في

المدارس.

وأسأل الله أن يطيل عمر السيد؛ ليزداد المسلمون من الارتشاف من بحر

علمه إيمانًا ومعرفة، والسلام عليك ورحمة الله من المخلص

عبد القادر حلمي

في صحيفة 76 من مهذب رحلة ابن بطوطة - الجزء الأول - الذي طبعته

وزارة المعارف المصرية، ووزعته على تلاميذ المدارس الثانوية ما نصه:

وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام يتكلم في

الفنون إلا أن في عقله شيئًا ... إلخ.

وفي الصحيفة 77 فحضرته يوم الجمعة، وهو يعظ الناس على منبر الجامع

ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا

ونزل درجة من درج المنبر، فعارض فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ... إلخ.

فهل صح في تاريخ ابن تيمية أن يقول هذا؟ وهل هناك شك في أن قائل هذا

ينسب لله الجسمية، وأنه بذلك انسلخ من الإيمان والإسلام؟

(جواب المنار)

(14) اتهام ابن تيمية بتشبيه نزول الله بنزوله في المنبر:

هذه التهمة باطلة قطعًا كما يعلم من كتب شيخ الإسلام وفتاويه الكثيرة في

مسألة الصفات وحديث النزول؛ ولكن يظهر أن لها شبهة أثارتها، فقد رأيت في

بعض الكتب (كتاب الرد الوافر) أو غيره أنه كان يتكلم في حديث النزول وهو

يخطب على المنبر ويقرر مذهب السلف في إثبات كل ما وصف الله نفسه أو وصفه

به رسوله صلى الله عليه وسلم (بغير تعطيل ولا تمثيل ولا تأويل) فقال ما معناه:

إننا نؤمن بنزوله بالمعنى الذي أراده اللائق به بلا تشبيه (لا كنزولي هذا) فزعم

بعض الناس أنه قال: (كنزولي هذا)؛ لأنه لم يسمع كلمة (لا) وربما كان منهم

ابن بطوطة، ثم أذاع هذا خصومه المخالفون للسلف، ولو صح زعمهم لقامت عليه

قيامة أهل المسجد وأنزلوه عن المنبر مهينًا مذمومًا بكل لسان، إلا أن يقال: إنهم كانوا

موافقين له على رأيه إلا واحدًا منهم هو ابن الزهراء الذي ذكره ابن بطوطة، وكم في

رحلة ابن بطوطة من الأكاذيب والخرافات، ويحتمل أن يكون قال الكلمة في تفسير

المعنى اللغوي، وسننقل عنه تحقيقه لعدم اقتضائه التشبيه.

ولابن تيمية كتاب مستقل في حديث النزول، هو جواب سؤال رُفِعَ إليه

فأطال في الجواب عنه؛ لأن المسألة فرع من عقيدة إثبات الصفات التي أجمع

عليها سلف الأمة بالقاعدة التي ذكرناها آنفًا، وأما نفيها فقد ابتدعته الجهمية

والمعتزلة وغيرهم من المبتدعة، واختلف نظار المتكلمين في تأويل بعضها دون

بعض، وهذا الكتاب مطبوع في الهند وإنني أنقل منه بعض عباراته بحروفها مبتدئًا

بنص السؤال وهو:

نص الاستفتاء في حديث النزول

(ما يقول سيدنا وشيخنا شيخ الإسلام، وقدوة الأنام، أيده الله ورضي عنه،

في رجلين تنازعا في حديث النزول: أحدهما مثبت والآخر نافٍ، فقال المثبت:

ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر. فقال النافي: كيف؟

فقال المثبت: ينزل بلا كيف. فقال النافي: يخلو منه العرش أم لا يخلو؟ فقال

المثبت: هذا قول مبتدع، ورأي مخترع. فقال النافي: ليس هذا جوابي، بل هو

حيدة عن الجواب. فقال له المثبت: هذا جوابك، فقال النافي: إنما ينزل أمره

ورحمته - فقال المثبت: أمره ورحمته ينزلان كل ساعة، والنزول قد وقَّت له رسول

الله صلى الله عليه وسلم ثلث الليل، فقال النافي: الليل لا يستوي وقته في البلاد

فقد يكون الليل في بعض البلاد خمس عشرة ساعة ونهارها تسع ساعات، ويكون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير