وقد ذكر الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه النفيس طريق الهجرتين طبقات الناس يوم القيامة وقسمهم إلى ثمان عشرة طبقة ((وهذا يدل على عبقريته وسعة اطلاعه رحمه الله)) وذكر الأدلة على كل طبقة من القرآن والسنة:
الطبقة الأولى:
وهى العليا على الإطلاق مرتبة الرسالة، فأكرم الخلق على الله وأخصهم بالزلفى لديه رسله، وهم المصطفون من عباده الذين سلم عليهم فى العالمين
الطبقة الثانية:
من عداهم من الرسل على مراتبهم من [تفضيل الله] بعضهم على بعض.
الطبقة الثالثة:
الذين لم يرسلوا إلى أُممهم وإنما كانت لهم النبوة دون الرسالة
الطبقة الرابعة:
ورثة الرسل وخلفاؤهم فى أُممهم، وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً
الطبقة الخامسة:
أئمة العدل وولاته الذين تؤمن بهم السبل ويستقيم بهم العالم ويستنصر بهم
الطبقة السادسة:
المجاهدون فى سبيل الله، وهم جند الله، الذين يقيم بهم دينه ويدفع بهم بأْس
الطبقة السابعة:
أهل الإيثار والصدقة والإحسان إلى الناس بأموالهم على اختلاف حاجاتهم
الطبقة الثامنة:
طبقة من فتح الله له باباً من أبواب الخير القاصر على نفسه كالصلاة والحج، والعمرة، وقراءة القرآن، والصوم والاعتكاف، والذكر ونحوها، مضافاً إلى أداءِ فرائض الله عليه
الطبقة التاسعة:
طبقة أهل النجاة، وهى طبقة من يؤدى فرائض الله ويترك محارم الله، مقتصراً عل ذلك لا يزيد عليه ولا ينقص منه
الطبقة العاشرة:
طبقة قوم أسرفوا على أنفسهم، وغشوا كبائر ما نهى الله عنه ولكن رزقهم الله التوبة النصوح قبل الموت، فماتوا على توبة صحيحة. فهؤلاءِ [ناجون من عذاب الله إما قطعا عند قوم وإما ظنا
الطبقة الحادية عشرة:
طبقة أقوام خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً: فعملوا حسنات وكبائر، ولقو الله مصرّين عليها غير تائبين منها، لكن حسناتهم أغلب من سيئاتهم، فإذا وزنت بها رجحت كفة الحسنات، فهؤلاءِ أيضاً ناجون
الطبقة الثانية عشر:
قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فتقابل أثراهما [فتقاوما] فمنعتهم حسناتهم المساوية من دخول النار وسيئاتهم المساوية من دخول الجنة.
فهؤلاء هم أهل أهل [الأعراف]، لم يفضل لأحدهم حسنة يستحق بها الرحمة من ربه، ولم يفضل عليه سيئة يستحق بها العذاب.
الطبقة الثالثة عشرة:
طبقة أهل المحنة والبلية، نعوذ بالله. وإن كانت آخرتهم إلى عفو وخير،
الطبقة الرابعة عشرة:
قوم لا طاعة لهم ولا معصية، ولا كفر ولا إيمان.
حكم الأطفال:
وأما أطفال المسلمين فقال الإمام أحمد: لا يختلف فيهم أحد [يعنى] أنهم فى الجنة.
وأما أطفال المشركين فللناس فيهم ثمانية مذاهب:
أحدها: الوقف فيهم
المذهب الثانى: أنهم فى النار.
المذهب الثالث: أنهم فى الجنة
المذهب الرابع: أنهم فى منزلة بين المنزلتين بين الجنة والنار
المذهب الخامس: أنهم تحت مشيئة الله تعالى، يجوز أن يعمهم بعذابه، وأن يعمهم برحمته،
المذهب السادس: أنهم خدم أهل الجنة ومماليكهم،
المذهب السابع: أن حكمهم حكم آبائهم فى الدنيا والآخرة
المذهب الثامن: أنهم يمتحنون فى [عرصة] القيامة
الطبقة الخامسة عشرة:
طبقة الزنادقة، وهم قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسل، وأبطنوا الكفر ومعاداة الله [ورسوله]. وهؤلاء المنافقون، وهم فى الدرك الأسفل من النار
الطبقة السادسة عشرة:
رؤساء الكفر وأئمته، ودعاته الذين كفروا وصدوا عباد الله عن الإيمان
الطبقة السابعة عشرة:
طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعاً لهم
الطبقة الثامنة عشرة:
طبقة الجن، وقد اتفق المسلمون على أن منهم المؤمن والكافر والبر والفاجر
فصل وقد اتفق المسلمون على أن كفار الجن فى النار
فصل وأما حكم مؤمنيهم فى الدار الآخرة، فجمهور السلف والخلف على أنهم فى الجنة.
فصل فإذا علم تكليفهم بشرائع الأنبياءِ ومطالبتهم بها وحشرهم يوم القيامة للثواب والعقاب، علم أن محسنهم فى الجنة كما أن مسيئهم فى النار
******************
وقد قمت برتيبه وتنسيقه بشكل جميل
*****************
فنظر أخي المؤمن في أية طبقة أنت قبل فوات الأوان
*********************
نسأل الله تعالى أن يحشرنا مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين
قال تعالى:
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء