وحول دور إيران أيام الجهاد الأفغاني إدّعى تسخيري أن إيران (خدمت الثورة والجهاد الإسلامي في أفغانستان خدمة كبرى) موضحاً (إننا نؤوي على ربوعنا أكثر من مليوني أفغاني منذ عشرين عاماً قاسمناهم لقمة عيشنا00 وسنبقى كذلك 00 لقد قدمنا الكثير من الخدمات لأفغانستان) 0
الدكتور القرضاوي علّق على حديث تسخيري قائلاً: والله كنت أتوقع من صديقنا العلامة الشيخ التسخيري لهجة أخفّ وأحكم من هذه اللهجة، لأن هذه اللهجة في الحقيقة كما أشرت هي تُصعّد، ونحن لسنا في حاجة إلى التصعيد0
وأبدى الدكتور القرضاوي إعجابه بتصريحات وزير الدفاع الإيراني التي قال فيها: إن إيران لن تُستدرج إلى حرب لم تُقرّرها، ووصف تلك التصريحات بأنها (غاية الحكمة) 0
وحول الخلاف بين السنة والشيعة، تساءل الدكتور القرضاوي (لماذا لا يسعى المسلمون إلى نوع من التعايش والوفاق مهما تكن القضايا التي بينهم؟) 0
وخطّا الدكتور القرضاوي قتل حركة طالبان الدبلوماسيين الإيرانيين قائلاً (لا نوافق على ما فعلته طالبان في قضية الدبلوماسيين، والدبلوماسيون مصونون شرعاً والرسل لا تُقتل) 0
وعاد التسخيري إلى الحديث من جديد، وبعد أن أبدى تقديره لـ (سماحة الشيخ) و لـ (روحه الغالية وغيرته على الوحدة) إدّعى أن (مسألة الشيعة والسنة) هما (جناحان للأمة الإسلامية تطير بهما، وإن أي تفرقة بينهما في الواقع تأتي من عدو!!!) 0
وتخرصات التسخيري تذكرني بقصيدة قرأتها منذ فترة ليست بالقصيرة، هذه القصيدة بعنوان " الديك والثعلب " وفيما يلي نصها:
ظهر الثعلب يوماً
في ثياب الواعظينا
ومشى في الأرض
ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله
إله العالمينا
يا عباد الله توبوا
فهو كهف التائبينا
واطلبوا الديك يؤذن
لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول
من إمام الماكرينا
عرض الأمر عليه
وهو يرجو أن يلينا
فأجابه الديك عُذرا
ً يا أضلّ00 المهتدينا
مخطئ من ظن يوما
ً أن للثعلب دينا
فهل نملك نحن حصافة الديك في التعامل مع الشيعة؟ أم إننا ننخدع بالشعارات الجوفاء التي يرفعون لواءها، وهي في الحقيقة تخدير للذين يجهلون حقيقتهم ومقاصدهم، فهل أطمع أن يصبح المسلمون في حصافة هذا الديك الذين عرف مُسبقاً أراجيف وزيف كلام الثعلب وإن لبس مسوح التقوى والصلاح؟ 0
الدكتور القرضاوي أبدى إعجابه مرة أخرى بإيران وقوتها العسكرية قائلاً (حينما صنعت جمهورية إيران الإسلامية!!! صاروخها الشهاب الثاقب ([7]) 00كدت أطير من الفرح) والسبب لأن (هذه كلها قوة للأمة الإسلامية) 0 وأضاف (نحن في حاجة إلى أن ندخر هذه القوى لنستخدمها ضد أعدائنا الذين يغتصبون أرضنا ويسفكون دمائنا،وينتهكون حرماتنا، ولا يبالون بأحد منا، ولا يرعون لأحد حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة) 0
وتحدّث الدكتور القرضاوي عن زيارته الأخيرة إلى إيران التي إلتقى فيها الساسة الإيرانيين فقال (زرت إيران منذ عدة أشهر، ووجدت تجاوباً طيباً، وحرصاً على التقريب بين المذاهب الإسلامية، والشيخ التسخيري يتبعه مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية) 0
وأبدى الدكتور إعتراضه على بعض سياسات حركة طالبان خصوصاً تلك المتعلقة بعمل المرأة وتعليمها، إلا أنه قال (إن الواجب الإسلامي يقتضينا أن نرشد حركة طالبان وأن ننصح لهم وكما ننصح للإيرانيين) 0
ثم عاد الدكتور ثانية إلى الخلاف بين السنة والشيعة فقال: (ليكن سني وشيعي، وإنما أليس يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ 00 إنما أليس يصلون إلى قبلة واحدة 00 نستطيع أن نجتمع على الحد الأدنى الذي لابد منه ([8])) 0
مشاهد من السويد يُدعى (أبو فاطمة) سأل الدكتور القرضاوي: (كيف للشيخ القرضاوي أن يواخي نفسه وبين الشيخ الشيعي 00الذين يسبون عائشة والصحابة؟ كيف تواخي بينهم وبين المسلمين الذين يجاهدون في سبيل الله) 0
وكان رد الدكتور على السؤال) أنا أريد أن أقول للأخ نحن لسنا في محاكمة للمذهب الشيعي أمام مذهب السنة أو العكس، نحن الآن نريد المصالحة 00 لا نريد أن نزيد النار إشتعالاً00 الكلام الذي يقوله الأخ هو أيضاً في طريق التصعيد، نحن لا نريد التصعيد 00 الشيعة لنا إنتقادات عليهم ولكن ليس معنى هذا أنه ليس هناك موضع للقاء، أنا أقول هناك موضع لقاء) 0
¥