وإنبرى الدكتور القرضاوي من جديد للدفاع عن رافضة إيران وإلتماس الأعذار لهم وكأنه ناطق بإسم حكومة طهران، وذلك من خلال الإجابة على سؤال طرحه أحد المشاهدين وهو: أين كانت إيران حينما دخل السوفيت أفغانستان؟ وكان جوابه: (السوفيت دخلوا أفغانستان 00 يمكن قبل أن تقوم الثورة الإيرانية 00 حين قامت الثورة قامت عليها المشاكل من أول يوم، ودخلت في حرب مع العراق إستمرت عشر سنوات!!! وبعدين هي ساعدت في حرب إيران (كذا قال والسياق يقتضي أن تكون وبعدين هي ساعدت في حرب أفغانستان) واستقبلت اللاجئين كما قال الشيخ التسخيري) 0
وأضاف: (وأنا في الحقيقة لا أحب هذه اللهجات التي تزيد من حدة التوتر) مؤكداً أن (هناك إمكانية التعايش، وهناك يمكن أن نقف على أرضية مشتركة تقاوم أعداء الإسلام، ونتعاون فيما ينفع الأمة الإسلامية، يكفي أن إيران واقفة ضد إسرائيل!!! وتعتبر العدو الأول للقوى الصهيونية والصليبية، فلولا أن لها موقف سليم ما فعل هؤلاء معها، ولا وقفوا معها هذا الموقف) 0
وعندما تحدث أحد المشاهدين عن إن إيران طوال التاريخ لم تقدّم للإسلام شيئاً، وإن ما يحدث هو فرصة ذهبية لإيران لتثبت العكس، قال الدكتور القرضاوي معلّقاً (أنا فقط أُريد 00 الأشياء التي من شأنها تزيد التوتر 00 أرى أن نغضّ الطرف عنها الآن، نحن الآن في سبيل الإصلاح) 0
(وأما الخلاف المذهبي 00 حقيقة السنة والشيعة، وهذه الأشياء 00 هذه يمكن أن يلتقي فيها العلماء ويناقشوا، ويكون هناك أشياء في ظل الحرص على وحدة الأمة، وفي ظل العمل على التوفيق قدر الإمكان، فهذا هو الرأي الذي ينبغي أن نتبناه ولا نتركه) 0
وختم الدكتور القرضاوي حديثه: (لا نريد أن يأخذ (الخلاف بين طالبان وإيران) الشكل المذهبي بين السنة والشيعة 00 فهذا خطر ينبغي أن نسد بابه ما إستطعنا) 0
هذا ملخص ما تفضّل به الشيخ القرضاوي وما إدعاه التسخيري في ذلك البرنامج 0
وأرجو أن يتسع صدر فضيلة الشيخ القرضاوي للنقد البناء وليس هدفنا التشهير به أو النيل منه، ولكن من واجب المسلمين الدفاع عن عقيدتهم ودينهم ولا يسمحون لكائنٍ من كان النيل من عقيدة الأمة، وأظن أن فضيلة الشيخ يشاطرني هذا الرأي 0
وقد إنتهجت في ردّي على فضيلته نهجاً علمياً بحتاً مع الأدب في مناقشتي لفضيلته، وهذا ما يلاحظه القارئ الكريم لهذا الكتاب المتواضع، وهذا الأسلوب هو الذي أرتضيه لنفسي في مناقشة الأفاضل أمثال الشيخ حفظه الله تعالى 0
وقد راعيت الإختصار قدر الإمكان ولو أردنا الإسترسال لطال بنا المقام ولإحتجنا إلى أضعاف الكتاب وجعلت مدار هذا الكتاب على أربعة فصول:
الفصل الأول: عقيدة الشيعة في القرآن الكريم: رددت على فضيلة الشيخ في مسألة التحريف وذكرت له أكثر من أربعمائة نموذج من الآيات التي يزعم الشيعة أنها محرّفة وذلك من مصادرهم 0إضافة إلى ذكر علمائهم القائلين بالتحريف، وهذا الفصل أطول فصول الكتاب لأهميته في بيان عقيدة القوم في كتاب الله عز وجل الذي ينبغي أن يكون المصدر الأول الذي يجب أن نتفق عليه، وإذا كنّا لا نتفق على القرآن الكريم فعلى أي شيء نتفق؟ 0
الفصل الثاني: عقيدة الشيعة في أهل السنة: استعرضت خلاله نظرة الشيعة إلى أهل السنة وبيان حكمهم من أوثق المراجع الشيعية في الماضي والحاضر، وهو بمثابة رد على من يقولون بإمكانية التقريب بين المسلمين والشيعة، وأرجوا أن يقرأه فضيلة الشيخ القرضاوي بأناة وتمعن،وبعد ذلك يسأل نفسه: هل حقاً أن هناك إمكانية للتقريب بين أهل السنة والشيعة؟ 0
الفصل الثالث: إيران وحركة طالبان: وهذا الفصل محاولة للرد على الشيخ في دفاعه عن إيران وكيل التهم لحركة طالبان 0
الفصل الرابع: إيران والشيطان الأكبر (أمريكا) والعدو الصهيوني: وهو دحض لمقولة الشيخ القرضاوي بأن الغرب الصليبي واليهود يناصبون إيران العداء، وقد بينت في هذا الفصل العلاقة الحميمة بين الشيطان الأكبر واليهود مع الدولة التي يزعم الشيخ القرضاوي بأنها دولة إسلامية (!!!) 0
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0
أبو عبد الرحمن
محمد مال الله
12 جمادى الأولى 1421هـ 0
¥