((ويُكره الغناء وهو بالمد وقد يقصر وبكسر المعجمة رفعُ الصوت بالشعر لقوله تعالى " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " قال ابن مسعود هو والله الغناء. رواه الحاكم ورواه البيهقي عن ابن عباس وجماعة من التابعين. هذا إذا كان " بلا آلة " من الملاهي المحرَّمة، ويكره " سماعه " كذلك والمراد استماعه ولو عبر به كان أولى، أما مع الآلة فحرامان)).
9 ـ وقال الإمام شرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني الشافعي صاحب " روض الطالب " و " إرشاد الحاوي " في الفقه الشافعي، في قصيدته في ذمّ الرقص:
قالوا: رَقصْنا كما الأُحْبوشُ قد رقصوا ******* بمسجد المصطفى، قُلنا: بلا كَذِبِ
الحُبْشُ ما رقصوا، لكنهم لَعِبوا *******مِنْ آلة الحَرْبِ بالآلات واليَلَبِ
وذلك اللعبُ مندوبٌ تَعلُّمُه ******* في الشرع للحرب تدريباً لكلّ غبي [3]
10ـ يقول الإمام أبو الطيب طاهر الطبري شيخ الشافعية (348 - 450هـ) في آخر كتابه في ذمِّ السماع: فمن حظّه من التصوف الإلحاح في الطلب، وكثرة الأكل، وسهر الليل، وسماع الغناء، والفرقعة بالأصابع، ودق الرجل والطقطقة بالقضيب، فإنّما هو راكب ظلماء، وخابط عشواء قد أسرته شهوته، و أهلكه هواه، وغلبته نفسه، وقطعته الغفلة عن الاهتمام بالدين وسياسة النفس، وكان من الهالكين إلا أن يتوب الله عليه. انتهى
11ـ وقال الشيخ تقي الدين الحصني الشافعي في كتابه " كفاية الأخيار " ج1 صـ 159 وهو من الكتب المعتمدة في المذهب، في كتاب الزكاة؛ عند بيان الأصناف التي تُدفع إليهم الزكاة:
" ... الأراذل من المتصوّفة الذين قد اشتهر عنهم أنهم من أهل الصلاح المنقطعين لعبادة ربّهم، قد اتخذ كل منهم زاوية أو مكاناً يُظهر فيه نوعاً من الذكر، وقد لفَّ عليهم من له زي القوم وربّما انتمى أحدهم إلى أحد رجال القوم كالأحمدية والقادرية، وقد كذبوا في الانتماء، فهؤلاء لا يستحقّون شيئاً من الزكوات، و لا يحلُّ دفع الزكاة إليهم، ومَنْ دفعها إليهم لم يقع الموقع وهي باقية في ذمّته، وأمّا بقيّة الطوائف وهم كثيرون كالقلندرية والحيدرية فهم أيضاً على اختلاف فرقهم فيهم الحلولية والملحدة، وهم أكفر من اليهود والنصارى، فمن دفع إليهم شيئاً من الزكوات أو من التطوعات فهو عاصٍ بذلك، ثم يلْحَقُه بذلك من الله العقوبة إن شاء، ويجب على كل من يقدر على الإنكار أن يُنكر عليهم، وإثمهم متعلّق بالحكام الذين جعلهم الله تعالى في مناصبهم لإظهار الحق، وقمع الباطل وإماتة ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بإماتته والله أعلم ".انتهى
9ـ وقال الشيخ الحصني أيضاً في كفاية الأخيار ج2 صـ225 كتاب الأقضية عند ذكر من لا تُقبَل شهادتهم:
" ... فلا تُقبل شهادة القمّام، وهو الذي يجمع القمامة أي الكناسة ويحملها، وكذا القيّم في الحمّام، ومَنْ يلْعب بالحمام يعني يُطيّرها لينظر تقلّبها في الجو، وكذا المغنّي سواء أتى الناس أو أتوه، وكذا الرّقاص كهذه الصوفيّة الذين يسعون إلى ولائم الظلمة والمكسة، ويُظهرون التواجد عند رقصهم، وتحريك رؤوسهم، وتلويح لحاهم الخسيسة كصنع المجانين، وإذا قُرئ القرآن لا يستمعون له، ولا يُنصتون، وإذا نعق مزمار الشيطان صاح بعضهم على بعض بالوسواس قاتلهم الله ما أفسقهم وأزهدهم في كتاب الله، وأرغبَهم في مزمار الشيطان وقرن الشيطان، عافانا الله من ذلك ". انتهى
· ثالثاً المذهب المالكي
1ـ فقد جاء في كتاب " ترتيب المدارك " للقاضي عياض 2/ 54
: " قال التِّنيسيُّ: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجلٌ مِنْ أهلِ نَصيبين: عندنا قوم يُقال لهم الصوفيّة، يأكلون كثيراً، ثمّ يأخذون في القصائد، ثمّ يقومون فيرقصون؟ فقال مالك: أَصبيانٌ هم؟ قال: لا، قال: أمجانينُ هم؟ قال: لا، هم قومٌ مشايخ، وغيرُ ذلك عقلاء، فقال مالك: ما سمعتُ أنّ أحداً من أهل الإسلام يفعلُ هذا!!
فقال له الرجل: بل يأكلون، ثمّ يقومون ويرقصون دَوَائبَ، ويلطم بعضُهم رأسه، وبعضهم وجهه، فضحك مالك ثم قام فدخل منزله، فقال أصحابُ مالك للرجل: لقد كنتَ يا هذا مشؤوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيِّفاً وثلاثين سنة، ما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم! " انتهى
¥