تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6ـ وقال ابن الحاج المالكي: فإن قيل: أليس قد روي عن جماعة من الصالحين أنهم سمعوه؟ قُلنا: ما بلغنا أنّ أحداً من السلف الصالح سمعه و لا فعله، وهذه مصنّفات أئمة الدين وعلماء المسلمين مثل مصنّف مالك بن أنس وصحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وكتاب النسائي رضي الله عنهم إلى غيرها خالية من دعواكم وهذه تصانيف فقهاء المسلمين التي تدور عليها الفتوى قديماً وحديثاً في شرق البلاد وغربها، فقد صنّف المسلمون على مذهب مالك بن أنس تصانيفَ لا تحصى وكذلك مصنّفات علماء المسلمين على مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من فقهاء المسلمين، وكلّها مشحونة بالذبّ عن الغناء وتفسيق أهله! فإن كان فعله أحدُ من المتأخّرين فقد أخطأ ولا يلزمنا الاقتداء بقوله ونترك الاقتداء بالأئمة الراشدين. انتهى

المدخل 3/ 108

7ـ فإن سألوا عن معنى قراءة القرآن بالألحان. فالجواب: أنّ مالكاً قال: لا تعجبني القراءة بالألحان ولا أحبه في رمضان ولا غيره لأنّه يُشبه الغناء، ويُضحك بالقرآن فيُقال فلان أقرأ من فلان.

وقال مالك: لم تكن القراءة في المصحف في المسجد من أمرِ الناس القديم، وأوّل منْ أحْدَثَه الحجّاج. وقال: وأكره أن يُقرأ في المصحف في المسجد.

وقال بعض الصالحين: مَنْ تلذّذَ بألحان القرآن حُرِمَ فَهْمَ القرآن.

وقال ابن الحاج: وأمّا الدفّ والرقص بالرجل وكشفُ الرأس وتخريق الثياب فلا يخفى على ذي لبٍّ أنه لعبٌ وسُخْفٌ ونبذٌ للمروءة والوقار ولِما كان عليه الأنبياء والصالحون .... ولو لم يكن في السماع والرقص شيء يُذمّ إلا أنه أول من أحدَثَه بنو إسرائيل حين اتخذوا العجلَ إلهاً من دون الله تعالى فجعلوا يغنّون بين يديه ويُصفّقون ويرقصون ... فهم أصلٌ لما ذُكر وما كان هذا أصله فينبغي بل يتعيّن على كلّ عاقل أن يهربَ منه ويولّي الظهر عنه إنْ كان عاجزاً عن تغييره، وأمّا إن كان له قدرة على ذلك فيتعين عليه والله الموفّق.

وقال القاسم بن محمد: الغناء باطل والباطل في النار.

وقال ابن القاسم: سألتُ عنه مالكاً فقال: قال تعالى (فماذا بعد الحقّ إلا الضلال) أفحقٌّ هو؟!!

انتهى المدخل 3/ 110ـ118

8ـ وسُئل الإمام القاضي أبو بكر الطرطوشي رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصُّوفية؟ وأُعْلِمَ - حرس اللهُ مُدَّتَه - أنه اجتمع جماعة من الرجال , فيكثرون من ذكر الله تعالى , وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثمَّ إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيَّاً عليه , ويحضرون شيئاً يأكلونه. هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين يرحمكم الله.

الجواب: - يرحمك الله - مذهبُ الصوفية بطالة وجهالة وضلالة , وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وأما الرقص والتواجد فأوَّل من أحدثه أصحاب السامري , لمّا اتّخَذَ لهم عجلاً جسداً له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهو دينُ الكفار وعبّاد العجل , وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى , وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار , فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور قي المساجد وغيرها , ولا يحلُّ لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم , ولا يعينهم على باطلهم وهذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق. انتهى من تفسير القرطبي (ج11 صـ237 - 238).

9ـ وقد ذُكرَ أنّ بعض الناس عمَلَ فتوى وكان ذلك في سنة إحدى وستين وستمئة ومشى بها على الأربع مذاهب ولفظها: ما تقول السادة الفقهاء أئمة الدين وعلماء المسلمين وفّقهم الله لطاعته وأعانهم على مرضاته، في جماعة من المسلمين وردوا إلى بلدٍ فقصدوا إلى المسجد وشَرَعوا يصفّقون ويُغنّون ويرقصون تارةً بالكفّ، وتارةً بالدّفوف والشبابة فهل يجوز ذلك في المسجد شرعاً أفتونا مأجورين يرحمكم الله تعالى.

فقالت الشافعيّة: السماع مكروه يشبه الباطل مَنْ قال به تُرَدُّ شهادته والله أعلم.

وقال المالكيّة: يجبُ على ولاة الأمور زجرهم وردعهم وإخراجهم من المساجد حتى يتوبوا ويرجعوا، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير