يمكن للحاج أن يختار الوقت المناسب للرمي، وذلك بسؤال أهل الخبرة بالحج، ونحن على يقين من أنه سيجد الوقت الذي يستطيع أن يرمي فيه من غير مشقة، وذلك لأن الوقت من زوال الشمس إلى طلوع الفجر يكفي لرمي جميع الحجاج ويزيد عليهم، لكنهم يتزاحمون في أوقات معينة، كبعد الزوال مباشرة، حتى قرابة الغروب، تحريا لوقت السنة في الرمي من بعضهم، وخروجا من خلاف القائلين بأن آخر وقت الرمي هو غروب الشمس، من البعض الآخر، ومعلوم أن جمهور الفقهاء أجازوا الرمي في الليل، كما هو مذهب الحنفية، ووجه عند الشافعية.
الاقتراح الثاني: ـ
يمكن للقائمين على الحج أن ينظموا سير الحجاج إلى رمي الجمرات، فيتم تقسيم منى إلى قطاعات، بحيث يكون لكل قطاع وقت معين لايخرج قبله، ويتم ذلك برصف طرق وعمل بوابات للسير الإجباري، وهذا من حق أمير الحج أو المسؤل عن تنظيمه، فتصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة.
الاقتراح الثالث: ـ
أن يتم تنظيم الطرق الؤدية إلى الجمرات، عن طريق إعادة هندستها، وعمل الكباري العلوية اللآزمة لذلك، بما يسهل دخول الحجاج وخروجهم، من وإلى الجمرات.
الاقتراح الرابع: ـ
زيادة عدد طوابق الرمي، بنسبة تتوازن مع أعداد الحجيج في كل عام، مع ملاحظة إخلاء المنطقة المحيطة بالجمرات من الحجاج الذين يتخذونها مكانا للإقامة، ووضع
اللوحات الإرشادية المناسبة التي يستطيع الحجاج قراءتها، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت بلغات مختلفة.
الاقتراح الخامس: ـ
من كان عاجزا عن الرمي، فليستنب من يرمي عنه، وذلك جائز في الجملة عند أهل المذاهب الأربعة وغيرهم، كما سبق ذكره
خاتمة
نسأل الله حسنها
وبعد هذا العرض لأقوال الفقهاء، أشكر الله أولا على إتمامه، وأسأله سبحانه أن يجعله لي ذخرا عند لقائه، وأن ينفع به أينما كان، وأدعو المعتنين بالعلم الشرعي أن ينظروا في المسألة بأفق واسع، وأن يحكموا براهين الشرع، التي أسس العلماء قواعدها، ووضعوا أصولها، وألا يهملوا الاجتهاد فيما يجد من أمور تحتاج إليها الأمة، ومعلوم أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، إلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكننا نعلم أن علماء سلف الأمة ماوضعوا قاعدة، ولا أصلوا أصلا، إلا وقد بني على دليل من المنقول أو المعقول، كما أسأل إخواني المسلمين ألا يبخلوا علي بالنصيحة، فإنها عندي مقبولة مرغوبة، وما كان من صواب في هذا البحث المتواضع فهو من ربي وخالقي ومولاي، وماكان فيه من خطإ، فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه براء، وحسبي أنني لم أخرج عن أقوال العلماء، ولم أحد عن طريقهم،
هم البدور ولكن لا أفول لهم هم الشموس وقد فاقوا بنورهم
لم يبق للشمس من نور إذا أفلت ونورهم مشرق من بعد رمسهم
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حمبد مجيد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو صلاح]ــــــــ[08 - 08 - 05, 05:27 م]ـ
بارك الله في مجهودكم يا أخي الفاضل علي. فهو مجهود رائع, جعله الله في ميزان حسناتكم.
ولقد اقتنيت كتابكم هذا منذ عام ونصف, وجده في بعض مكتبات مصر.
ـ[مثنى حامد]ــــــــ[12 - 02 - 06, 05:51 م]ـ
بارك الله فيك اخي اريد فقط ان اعلق على مسأله كثيرا ما نسمعها هذه الايام وهي ان الفتوى لباي تقول لوجوب الرمي بعد ةالزوال هي السبب في مقتل الحجاج كل سنه
وانا اعتقد ان هذا غير صحيح بتاتا
وسوف الخص سبب موت الحجاج عند الرمي كل عام
1_ دخول الحجاج الى ساحة الحوض والخروج بشكل تصادمي فأن من يرمي في الزحام الشديد يخرج سريعا فيصطدم بمن هو داخل حيث انه لا وجود لطرق لدخول فقط وطرق للخروج فقط والجميع يعلم ان الزحام نفسه يكون عند الطواف حول الكعبه وعند السعي بين الصفا والمروه ولكن لا تحدث الحوادث المميته بسبب ان الحجاج كلهم يسيرون باتجاه واحد
2_ سياسة الحكومات العربيه التي تبعث حجاجها الى الحج قبل موسم الحج بعشره وعشرين يوم وعند الحج تجبر حجاجها على التعجل في يومين وهنا لا يكون امام الحاج الا ان يسرع في الرمي والعوده الى مخيمه في منى كي يأخذ اغراضه ومن معه من العجائز ثم ينطلق الى مكه قبل ان تغيب الشمس اولا لظنه انه اذا غابت عليه الشمس قبل الخروج من منى فعليه العوده والمبيت فيها وثانيا لانه يلزمه ان يصل مكه ويطوف الوداع ثم يتجه الى القافلات التي تنتظره للسفر حيث عليه التعجل كما قلت سابقا
3_ جهل معظم الحجاج واستعمالهم القوه في الزحام للخروج ولو ادى الى وقوع الجاج الظعفاء
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[15 - 11 - 07, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيراًيا شيخ علي (يا أبا محمد) وبارك الله فيكم وفي علمكم وكتب لكم القبول في الدارين
ـ[أبو غالية]ــــــــ[15 - 11 - 07, 02:49 م]ـ
أخي الكريم ....
البحث يبدو جيداً؛ خصوصاً أنه قد جاء في موسمه ..
هل يمكن أن نحصل عليه مصوراً بصيغة ( pdf) أو على الأقل في شكل (الوورد)؟
¥