إنّه لا يعرف بها، ولكن هي تعرف به.
وإنّ حلية مثله لفي عَطَلِه.
والجواهرُ تُذكرُ أسماءً مجرّدة، ولا توصف؛ لأنّ معانيها هي أوصافها.
ويقال "الشمس" و"القمر" ولا يُحَلَّيان، لأن حليتهما في كمالهما وتمامهما.
ما كلام الأنامِ في الشمس، إلا … أنها الشمس، ليس فيها كلام!
وقديماً أنكرت طباع العرب أن يعرف المشهور في الإملاء فقال قائلهم:
"قد عرفناه، وهل يخفى القمر؟ "
….
فلا عليَّ أن أسمي (محمد بن عبدالوهاب) ولا ألقبه.
إنه معنى كريم .. استقر في الضمائر، وليس جسداً تطوف حوله الأجساد.
في حروف اسمه القلائل الصِّغار، خصال عبقرية كِبار .. ائتلفت فأنشأت مزاجاً فرداً، عجيباً في أخذه وعطائه.
ذهنيةٌ عبقرية، في تكوينٍ سَوِيّ، من طراز خارق للمألوف قياساً إلى العادة والزمان والمكان، وفي حاقِّ الجِبِلَّة والتّكوين.
…"
وأطال رحمه الله ببيانه الأدبي عن ما يكنه قلبه لهذا الشيخ …
حتى انطلق بسؤال ليجيب عليه:
"وهنا يجيء السؤال الكبير:
ما الصنع العظيم الذي صنعه (محمّد بن عبدالوهاب)؟
الجواب عن هذا السؤال الكبير، يصوغه واقع التاريخ وحقائقه، ولست أنا من يصوغه.
واقع التاريخ، يقرر في صراحة ووضوح بيان أنه الرجل الذي أيقظ العملاق العربي المسلم من سُبات في جزيرة العرب دام دهراً داهراً، وأشعره وجوده الحي الفاعل، وأعاد إليه دينه الصحيح، ودولته العزيزة المؤمنة، ودفعه إلى الحياة الفاعلة ليعيد سيرة الصدر الأول عزائمَ وعظائمَ وفتوحاً ..
ويقرر غيرَ مُنازَع أنّه رجل التوحيد والوحدة،والثائر الأكبر الذي رفض التفرق في الدين رفضاً حاسماً، فلم يكن من جنس من يأتون بالدعوات ليضيفوا إلى أرقام المذاهب والطرائق المِزَقَ رقماً جديداً، يزيد العدد ويكثّره، ولكنه أوجب إلغاءَ هذه الأرقام، ودعا لتحقيق "الرقم الفرد" وحدَهُ: الرقم الذي لا يقبل التجزئة كالجوهر الفرد، ألا وهو (الإسلام).
والإسلام طريقة واحدة، لا تتفرّع، ولا تتعدّد.
….
فلما أُفسد التوحيد، وزالت الوحدة، ذهب التفرق في العقيدة بهذا المجد العظيم .. فجاء (محمّد بن عبدالوهاب) داعياً للعودة إلى الأصل الذي قام عليه ذلك المجد وعلا سمكه وعزّ وطال، وقد حقق ما أراده في جزيرة العرب، وأشاع اليقظة في العالم المسلم، وكان لدعوته في كلِّ صُقعٍ أثرٌ مشهود ..
فهذا هو الصنع العظيم، الذي صنعه الرجل العظيم."
وقد تحدث عن حياته وطلبه للعلم ونشر دعوته، وما قام به هو وأئمة الدعوة ..
فجزاه الله خيراً من مُحقٍ منصف .. فرحمه الله وأعلى درجته في عليّن اللهم آمين.
وهذه شهادات العلماء الذي تجردوا عن نوازع الهوى والعصبيات والطرق البدعية والموروثات الغير سنية، والعوائد الجاهلية، والسلوم القبلية الغير شرعية، والعبادات الشركية، والمزارات الوثنية .. وكما قال الشيخ أن الشمس واضحة لا تخفى حقائقها ولا يريد إخفائها إلا من تلبس بخطيئة يُريد أن يتجاهلها الناس بعدم معرفة الصواب!
منقول/
الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها (2)
http://www.alwahabih.com/65.htm
ـ[السلامي]ــــــــ[09 - 08 - 05, 01:35 م]ـ
جزاك الله خيرا إنما أردت المعرفة الشخصية به أو بذوي رحمه والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 08 - 05, 06:41 ص]ـ
العراق بلد العلماء منذ زمن طويل نسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيدها كما كانت