تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان نهم الشيخ وحبه للقراءة والمقارنة التحليلية بمضاهاة النصوص وتقديم الأدلة من داخل بنية النص (نسخ الإنجيل) نفسها هو ما يميزه، فلم يقتصر على مقارنة ذلك بالقرآن وما جاء به الإسلام، بل حاول أن يثبت أن الارتباك والخطأ من داخل النص المحرف نفسه، وهو في ذلك يجتهد ويقرأ ويستعين بحفظ عدد كبير من نصوص الإنجيل بلغات شتى، وعن ذلك يقول: "عن نفسي فإنني أحفظ مختارات عديدة من الإنجيل بلغات مختلفة منها العربية والعبرية، ليس للاستعراض، ولكن لأن الفواتح إنما تأتي من هذه القصاصات التي تخلق القدرة على الدعوة لديننا وسط مختلف الجماعات، فاللغة هي مفتاح قلوب البشر".

كان ذلك ضمن ما مكّنه من أن يتواصل ويعرف في دول عديدة في وقت سبق عصر ثورة المعلومات والاتصالات الهائلة التي ننعم بها الآن، وقد استطاع عبر دأبه في دراسة النصوص الدينية أن يحوز على المعرفة التي افتقدها في البداية، وشيئًا فشيئًا خرج إلى الدوائر العامة في مناظراته ومناقشاته.

لماذا الشدة في الجدال؟

أما أداء الشيخ ديدات الذي وجد فيه البعض شدة وسخرية وإغراقه في التفاصيل العقائدية التي ربما يجهلها العديد من المسيحيين أنفسهم ولا يعلمها إلا قساوستهم، ومنطقه الأشبه بالإفحام الذي ربما يظهر ضعف الطرف الثاني دون أن يقنعه تمامًا، وإنما يؤثر عليه بإثارة حفيظته دون إقناعه .. هذه السمات جميعها كانت مصدر انتقاد له، ولم يكن ذلك بعيدًا عن محيطه القريب للشيخ، فابنه يوسف أشار أنه كان يختلف مع أبيه، ولم يكن يحضر مناظراته في شبابه، وعن ذلك يقول الشيخ: إنه يرى في قوله تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ" دعوة صريحة لأن نتوجه إلى أهل الكتاب وأن ندعوهم ألا يقولوا على الله الكذب، وألا يؤمنوا بالتثليث كعقيدة، وهو يرى أنه ليكن في ذلك الشدة والوضوح، وهو يرى أن كلاًّ عليه أن يقوم بدور بحسب علمه وقدراته، وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية" دليل على ما يوصي به، إلا أن كثيرين يرون في طباع البشر التي تختلف من شخص لآخر والظروف التي أحاطت بالشيخ في بداية حياته من استهزاء البعض بدينه مبررات لطريقة أداء الشيخ.

وبرغم ما اشتُهر وكتب عن رؤى الشيخ ومناظراته ومناقشاته حول الجوانب العقائدية في الإسلام والمسيحية، وجعلها قاعدة انطلاق لتحليلاته ومقارناته، فإننا يمكننا أن نلمس وبوضوح فطنته للمنظومة الأخلاقية والاجتماعية التي تميز بها الإسلام، فلا نجده في أي من كتبه أو مناظراته إلا ويتحدث عن ثمرة هذه المنظومة من مجتمع يحرم ما يسبب الانفلات القيمي كالزنا أو الشذوذ أو إدمان الكحوليات وغيرها….، وهو في ذلك يخاطب مشاكل حقيقية في المجتمعات الغربية ومجتمعا متعددا ومتغربا إلى حد كبير -بحكم ظروف عدة- مثل مجتمع جنوب أفريقيا، وتجده لذلك يتحدث عن الصون والعفاف ويشدّد على الشباب بشأن الزواج المبكر، وعن ذلك يقول محمد خان -مسئول العلاقات العامة بمركز IPCI : كنت أهاب الشيخ وقد سألني عن عدم زواجي وساعدني ماليًّا حتى تم زواجي، وفي حديث له مع صحفي نيجيري شاب -شاهدته على شريط فيديو- جاء يجري معه حوارًا للإذاعة، تابعت الحوار وما إن انتهى حتى سأل ديدات الصحفي هل أنت متزوج؟ وحينما أجابه بالنفي عنفه الشيخ.

مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "النكاح سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني"، وعلَّق الشيخ قائلاً: لقد تأملت الكلام طويلاً ووجدته شديدًا .. لم يقل رسول الله السواك أو اللحية أو… وإنما الزواج، وأضاف موجهًا كلامه للشاب: ألم تقرأ قوله تعالى: "هُنّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" .. بدونها أنت عارٍ وبدونك هي كذلك.

http://www.islamonline.net/arabic/famous/2002/11/article05b.shtml

ـ[أبو محمد المنصوري]ــــــــ[10 - 08 - 05, 11:00 ص]ـ

أحمد ديدات .. شيخ المناظرين

آدم يعثر على حواء

2002/ 11/24

كيب تاون - داليا يوسف **

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير