فقال: أوصي علماء العرب أن يجتهدوا في دعوة النصارى إلى الإسلام، وأن يتسلحوا في دعوتهم بالرد عليهم من كتبهم، فإن ذلك أدعى لتشكيكهم في دينهم وتفكيرهم في الإسلام ودراسته ثم الدخول فيه، وهذا أمر مجرب.
ثم شكا من انتقاد بعض العرب لأسلوبه في الهجوم على المسيحيين وكتبهم وقال: إن الهجوم على عقيدتهم الباطلة جعل كثيرا منهم يشكون في باطلهم.
وطلبت من ابنه أن آخذ للشيخ صورة، فرفض، فقلت له: أخبر والدك أني أرغب في ذلك، فأخبره فحرك جفنيه مظهرا إذنه بذلك، فأخذ يوسف نفسه صورة أو صورتين وأنا بجانب الداعية.
ثم أخرج يوسف بعض كتب الداعية في الرد على المسيحية وقال للشيخ: هل أكتب إهداء لهذه الكتب منك للدكتور وتختم على الإهداء بإبهامك؟ فرد بالإيجاب، وفعل.
تاريخ مولد الداعية وموطنه الأصلي:
ولد أحمد ديدات سنة: 1918م في (سرت) بالهند، وسافر والده إلى جنوب أفريقيا في نفس السنة، ولحق أحمد ديدات بوالده في جنوب أفريقيا سنة 1927م وفي نفس السنة توفيت أمه.
درس بتفوق إلى السنة الثانية من المرحلة الإعدادية، وترك الدراسة وعمل في دكان مع مسلم، وكان عمره: 16 سنة ,
كيف ظهر المركز الدولي للدعوة الإسلامية؟
هذا، وقد حاولت أن آخذ من الأخ يوسف معلومات مفصلة عن الداعية وعن المركز، عن طريق السؤال والجواب، أو أن يكتب لي ذلك – ولو باختصار باللغة الإنجليزية – فاعتذر لكثرة مشاغله كما قال، ووعدني أن يبعث لي بمقابلة مع والده في شريط فيديو مترجم باللغة العربية، وببعض المعلومات في بعض المجلات العربية. (الشريط صادر عن تلفزيون الإمارات الغربية المتحدة (أبو ظبي) أما المجلات فلم أجد فيها ما يفيدني عن الداعية ولا عن مركزه.) وقد بعث لي بالشريط، وفيه يبين الداعية سبب اتجاهه إلى دراسة التوراة والإنجيل والرد على عقائد اليهود والنصارى بشدة، وأنه – في الأصل – كان عاملا ليس عنده علم بأمور الإسلام، وأن النصارى كانوا يهاجمون الإسلام، وكانوا يسألون المسلمين الذين يعملون معهم أسئلة تشككهم في الإسلام، ولم يكن المسلمون يستطيعون الرد على تلك الأسئلة، مع تمسكهم بدينهم، ولكن ذلك كان يزعج ديدات وزملاءه، وكان هو يفكر في ذلك ويتمنى أن يجد من يساعده في الرد على تلك الشبهات والأسئلة.
قدم الداعية في الشريط سؤالا واسترسل في الإجابة عنه، وقد اطلعت على الشريط ولخصت ما رغبت في إثباته على النحو الآتي:
بداية المعركة!
يقول الداعية: إنه بعد أن انتهى من المدرسة، عمل في أحد المحلات لبيع السكر والملح والدقيق والأرز، وكان المكان يبعد عن مدينة دربن 125 ميلا
وكانت توجد في الجانب الآخر من موقع الدكان إرسالية مسيحية جامعية تسمى: (آد مز مشين) وهي تقوم بتدريس الطلاب المسيحية وتدربهم على مواجهة الإسلام والمسلمين بالشبه والتشكيك في دينههم.
وكان بجانب هذه الكلية مئات المنازل الصغيرة التي يسكن فيها السود.
وكان الطلاب المتدربون يزورون أحمد ديدات والعاملين معه في الدكان، ويلقون عليهم أسئلة وشبهات يهاجمون بها الإسلام، ولم يكن يعرف هو وزملاؤه شيئا عن ذلك.
من ضمن تلك الأسئلة والشبهات ما يأتي:
هل تعلمون أن محمدا (صلى الله عليه وسلم) كان يكثر من الزوجات؟
وهل تعلمون أنه أخذ القرآن عن اليهود والنصارى؟
وهل تعلمون أنه نشر الإسلام بحد السيف وأكره الناس على ذلك؟
قال الداعية: وقد أحال هذا الهجوم على الإسلام حياتنا إلى بؤس وعذاب وشقاء، وأحدث عندنا حيرة وقلقا، بسبب عدم معرفتنا شيئا نرد به عليهم.
وكنت أرغب في ترك المحل والهرب إلى مكان آخر، ولكن ذلك كان مستحيلا، لصعوبة وجود مكان آخر.
وجاء الحل!
قال الداعية: وأخذت أتساءل: كيف أتصرف؟
ويسر الله الحل! فقد كنت أقلب في رزما من الجرائد والمجلات القديمة في مخزن رئيسي في العمل، وهي مليئة بالغبار، فوجدت كتابا بين تلك الجرائد تنتشر عليه الحشرات، وفتحته من باب الفضول، فإذا هو باللغة العربية بعنوان (إظهار الحق) وكتب كذلك بالحروف اللاتينية ( IZHARULHAQ )
وأخذت أكر: إظهار الحق … وأتساءل: ما معنى إظهار الحق، ثم نظرت في في بعض الأسطر في الكتاب، فوجدت كتابة باللغة الإنجليزية: الكشف عن الحقيقة، فربطت هذا المعنى بعنوان الكتاب ز
¥