وقرأت الكتاب فوجدته يتناول هجمة النصارى على الإسلام في موطني الأصلي (الهند) وذلك عندما هزم النصارى الهنود واحتلوا بلادهم، قالوا للهنود: إذا حلت بكم مشكلات في المستقبل فسيكون مصدرها المسلمين، لأنهم قد استولوا على بلادكم وانتزعت منهم السلطة بالقوة، وهم قد ذاقوا حلاوتها، ولا بد أن يحاولوا استعادة السلطة بالقوة.
وإنما أرادوا تأليب الهنود ضد المسلمين، لأنهم مناضلون أشداء، بخلاف الهنود.
ولهذا خططوا لتنصير المسلمين، ليبقوا في الهند ألف عام، واستقدموا أفواجا من المنصرين إلى الهند.
قال الداعية: ووجدت أن الكتاب طبع قبل ولادتي بثلاث سنوات، فقد كانت طباعته في سنة: (1915م) وأنا ولدت في سنة (1918م). (فيكون عمر الداعية في هذا العام الذي زرته فيه، وهو 1999م (81 عاما) أسأل الله لي وله حسن الختام)
قال الداعية ديدات: وقرأت الكتاب - إظهار الحق – فوجدت فيه من المعلومات والمناظرات ما كان له أكبر الأثر في حياتي، وجعلني أعزم على مواجهة المسيحيين، لأن في الكتاب ما يجعلني مسلحا قويا في مواجهتهم، ووجدت موقف النصارى هو نفس موقفهم في جنوب أفريقيا.
وشعرت بعد قراءتي هذا الكتب أنني أستطيع الآن أن أدافع عن نفسي وعن الإسلام.
وبدأت أتصدى للمسيحيين بالمعلومات التي تعلمتها من الكتاب، وأزورهم في بيوتهم كل يوم أحد وأناقشهم، وكنت أقابلهم بعد خروجهم من الكلية لأحاورهم.
ومن خلال تلك المناقشة تعلمت كيف أجادل وأناقش.
حافز آخر.
قال الداعية: وفي الخمسينات جد جديد بفضل الله مسبب الأسباب، حيث جاء متحدث ساحر (يقصد أنه قوي البيان) من الخارج، كانت أحاديثه جذابة فريدة يشتاق إليها كل من يسمعها، وكان يحضر دروسه كل يوم أحد ما بين (200 و 300) وأخذ جمهوره يزداد، وحرصت على حضور دروسه الجذابة فلم أكن أتخلف عنها. وكان في آخر كل درس يفتح للحاضرين باب الأسئلة والنقاش.
ودروس في الصميم.
وبعد تسعة شهور اقترح مسلم إنجليزي جديد اسمه: (فير فاكس) أن على من يرغب منا أن يدرسنا المقارنة بين الأديان في فصل (ألبا يبل) قال: أعلمكم كيف تستخدمون الكتاب المقدس في الدعوة إلى الإسلام.
فحضر من العدد المذكر سابقا ما بين 15 و 20 شخصا رغبوا في المزيد من العلم.
وقال لنا: انظروا في سفر دانيال ستجدون نبوءات يمكن استغلالها، وفي سفر التثنية الكتاب المقدس نبوءة مقدم محمد (صلى الله عليه وسلم) ينبغي أن تستغلوا ذلك عرضا وتحليلا.
من طالب إلى أستاذ!
واختفى الأستاذ فاكس بعد شهرين من تدريسه لنا، فحزن طلابه، وانتظروه في الأسبوع الثاني فلم يحضر، فأصيبوا بخيبة أمل، وأخذ بعضهم ينظر إلى بعض في حيرة من أمرهم، وفي الأسبوع الثالث، قال لهم ديدات: ما رأيكم أن أملأ فراغ الأستاذ فاكس، وإذا أحسستم بالملل والتعب من درسي فما عليكم إلا أن تتثاءبوا، فإذا رأيتكم تتثاءبون قطعت الدرس؟
وبدأت الدروس، واستمر ذلك ثلاث سنوات، اكتشفت بعدها أنها تجربة يمكن نقلها للآخرين، والذي عنده علم قليل ينقله إلى من لا علم عنده، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية). ولم أدرك هذا المعنى إلا بعد مضي تلك المدة من حياتي.
قفزة غير متوقعة.
حضر إلى دربن زائر من مدينة: " جوهانسبرج " وسمع الدرس، ورغب في أن يستفيدوا مني في جوهانسبرج، وكان عندهم الاحتفال بالمولد النبوي، فعرض علي السفر لإلقاء محاضرة في الاحتفال.
فقلت لهم: أنا من الطبقة العاملة، فإذا كنتم تؤمنون لي تذكرة السفر ذهابا وإيابا فسأحضر، فوافقوا على ذلك، وكانت هذه أول مرة أركب فيه الطائرة، وهناك ألقيت المحاضرة في " قاعة جوهانسبرج ".
وقلت في نفسي: ما دمت ألقيت محاضرة في " قاعة جوهانسبرج " فلماذا لا أفعل ذلك في قاعة " دربن؟ " وفعلت ذلك.
وفي 9 من شهر ديسمبر جاء شخصان أوربيان يسألان عن الإسلام، وترددا على مكاتبنا، وكانت نتيجة ذلك أن دخلا في الإسلام، وأعلنا إسلامهما في " مسجد الشارع الغربي " (هكذا يسمونه وقد صليت فيه بعض الصلوات ومنها صلاة الجمعة) في مدينة دربن.
¥