ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتابا، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبعها وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم. وتكريما له عقب جل هذه الإنجازات وجهوده الحثيثة لخدمة الإسلام منح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 وأعطي درجة أستاذ.
أصيب بالشلل الدماغي منذ 1996، وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد أمر بإرسال طائرة إخلاء طبي نقلت الشيخ ديدات إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. وطالما افتخر الشيخ أحمد ديدات بحديثه المستمر عن بدايات طريق الدعوة والذي يوضح فيه أن عمله في دكان قريب من موقع إرسالية آدمز ميشين (كلية آدمز) التي عادة ما يتوافد طلابها المبشرون تحت التدريب إلى المحل ذاته.
ومن خلال تلك الكلية توافد المبشرون الذين حولوا حياة المسلمين كما ذكر في حديث سابق له «إلى بؤس وعذاب» حيث طالما تدربوا على مواجهة المسلمين عند قدومهم لشراء ما يحتاجون إليه من المحل منهالين على الشيخ ومن يعمل معه بالأسئلة والانتقادات. ليبدأ انهماك الشيخ ديدات في البحث عن إجابات لأسئلة الطلاب المبشرين من خلال قراءته لعدد كبير من الصحف والكتب كان أهمهما كتاب «إظهار الحق» في نسخة قديمة للشيخ رحمت الله الهندي.
ويعد كتاب «إظهار الحق» للشيخ الهندي، والذي عاش في المدينة المنورة عمدة كتب المناظرات، استمد منها الشيخ ديدات طريقته الفريدة في مناظراته العديدة، كما يعد ديدات امتدادا وخلفا له في اعتماد المناظرات وبالأخص مناظرة الهندي الكبرى مع القس بافندر رئيس البعثة التبشيرية بالهند.
لمع اسم الداعية المتمكن الشيخ أحمد ديدات من خلال قدرته البيانية وإطلاعه الواسع على الإنجيل ليعرف عقب ذلك من خلال مناظراته الشهيرة التي برزت كسلاح لمواجهة حملات التنصير في جنوب أفريقيا والتي وجد فيها استمرارا لأداء الرسالة رغم جل الانتقادات.
وتميز الشيخ ديدات بأسلوبه الهادئ في الرد على الاستفزازات إيمانا منه كما أكد مرارا «أن لا إكراه في الدين وإنما يجب الإظهار والدعوة باللسان والعقل بذكاء وحنكة, وبعد ذلك يبقى لكل أمة دينها».
ومن خلال «مناظرة القرن» والتي يعدها الديدات من أهم مناظراته والتي أجراها مع المنصر سواجارت في الولايات المتحدة 1985 برز الشيخ عربيا واستقطب إعجاب العديد من بينهم الأطفال والشباب. وعمدت عقب ذلك الانتشار العالمي والعربي والنصر الإعلامي عدد من القنوات الفضائية العربية من بينها تلفزيون أبو ظبي و دور النشر بدبلجة مناظراته وترجمتها للغات عديدة من بينها العربية والفرنسية إضافة إلى نسخها على أقراص مدمجة.
ليذيع صيت الشيخ احمد ديدات وتبلغ شهرته القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بتفرده في الدعوة من خلال المناظرات إيمانا منه بأهمية الحوار في استرداد الحقوق.
وعبر حياته الحافلة بالترحال والنشاط الدعوي تقدَّم الشيخ الراحل بنحو 235 مناظرة ومحاضرة فكرية ودعوية، كذلك عقد لقاءات كبيرة مع المبشرين والمنصرين الغربيين لمناقشتهم في أمور دينهم وفتح نقاط القصور والضعف الموجودة في عقيدتهم وكتبهم، ومع تعمقه في دراسة أصول الديانة المسيحية للتمكن من الرد على ما يُروجونه حول الإسلام ولضرب الأسس العقدية لديهم، ولذلك كان شديد الحرص على اقتناء نسخ الأناجيل المختلفة ودراستها.
وقد ركَّز في دراساته هذه على مجموعة من الأصول العقيدية لدى الديانة المسيحية بعد تحريفها على أيدي «بولس الرسول» و «بطرس الرسول» و غيرهما من الآباء الأوائل للمسيحية في صورتها الحالية، ومن بين ما ركَّز عليه قضية «الثالوث المقدس» لدى المسيحيين ومسألة «صلب المسيح»، وهذه المسألة بالذات كانت محل مناظرة ساخنة له جرت وقائعها في بريطانيا مع المبشر الجنرال «واكفيلد».
وكانت فكرة تحريف الإنجيل كتاب الله تعالى المقدس على أيدي رجال الدين المسيحيين الأوائل محل اهتمام من جانب الشيخ الراحل، حيث دخل في مناظرة مهمة حول هذه المسألة التي أوردها في كتابه الموسوم «هل الكتاب المقدس كلام الله .. ؟»، وكان مناظره هو القس «ستانلي سجوبرج» في العاصمة السويدية استوكهولم، وجرت وقائعها في 27 أكتوبر (تشرين الأول) من العام 1991. وبلغ عدد مناظراته 120.
¥