تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وليحملن اثقالهم واثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون

فهو في كيد الإسلام وصد أهله عن سبيله ونبز أهل الحق بالألقاب أنهم مجبرة ورمى أولي الفضل من أهل السنة بقلة بصيره والتشنيع عند الجهال بالباطل والتعدي على القوام بحقوق الله والذابين عن سنته ودينه فهم كلما أوقدوا نارا لحرب أوليائه أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين فشل العقائد المبتدعة أمام عقيدة أهل السنة والجماعة ثم أنه من حين حدثت هذه الآراء المختلفة في الإسلام وظهرت هذه البدع من قديم الأيام وفشت في خاصة الناس والعوام واشربت قلوبهم حبها حتى خاصموا فيها بزعمهم تدينا او تحرجا من الآثام لم تر دعوتهم انتشرت في عشرة من منابر الإسلام متوالية ولا أمكن أن تكون كلمتهم بين المسلمين عالية أو مقالتهم في الإسلام ظاهرة بل كانت داحضة وضيعة مهجورة وكلمة أهل السنة ظاهرة ومذاهبهم كالشمس نايرة ونصب الحق زاهرة وأعلامها بالنصر مشهورة وأعداؤها بالقمع مقهورة ينطق بمفاخرها على أعواد المنابر وتدون مناقبها في الكتب والدفاتر وتستفتح بها الخطب وتختم ويفصل بها بين الحق والباطل ويحكم وتعقد عليها المجالس وتبرم وتظهر على الكراسي وتدرس وتعلم ومقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر أو بشيطان معاند فاجر يضل الناس خفيا ببدعته أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه أو يستميل قلبه بماله ليضله عن سبيل الله حمية لبدعته وذبا عن ضلالته ليرد المسلمين على أعقابهم ويفنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعا وكرها ودخلوا في دينهما رغبة أوقهرا حتى كملت الدعوة واستقرت الشريعة بداية ظهور البدع فلم تزل الكلمة مجتمعة والجماعة متوافرة على عهد الصحابة الأول ومن بعدهم من السلف الصالحين حتى نبغت نابغة بصوت غير معروف وكلام غير مألوف في أول إمارةالمروانية تنازع في القدر وتتكلم فيه حتى سئل عبد الله بن عمر فروى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر بإثبات القدر والإيمان به وحذر من خلافه وأن ابن عمر ممن تكلم بهذا أو اعتقده بريء منه وهم براء منه وكذلك عرض على ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهما فقالا له مثل مقالته وسنذكر هذه الأقاويل باسانيدها وألفاظها في المواضع التي تقتضيه إن شاء الله ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام ثم انطمرت هذه المقالة وانجحر من أظهرها في جحره وصار من اعتقدها جليس منزلهوخبأ نفسه في السرداب كالميت في قبره خوفا من القتل والصلب والنكال والسلب من طلب الأئمة لهم لإقامة حدود الله عز وجل فيهم وقد أقاموا في كثير منهم ونذكر في مواضعه أساميهم وحث العلماء علىطلبهم وأمروا المسلمين بمجانبتهم ونهوهم عن مكالمتهم والاستماع إليهم والاختلاط بهم لسلامة أديانهم وشهروهم عندهم بنا انتحلوا من آرائهم الحديثة ومذاهبهم الخبيثة خوفا من مكرهم أن يضلوا مسلما عن دينه بشبهة وامتحان أو بريق قول من لسان وكانت حياتهم كوفاة ج وأحياؤهم عند الناس كالأموات المسملون منهم في راحة وأديانهم في سلامة وقلوبهم ساكنة وجوارحهم هادية وهذا حين كان الإسلام في نضارة وأمور المسلمين في زيادة ظهور الاتجاه العقلي فمضت على هذه القرون ماضون الأولون والآخرون حتى ضرب الدهر ضرباته وأبدى من نفسه حدثانه وظهر قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف وادعوا أنهم أكبر منهم في المحصول وفي حقائق المعقول وأهدى إلى التحقيق وأحسن نظرا منهم في التدقيق وأن المتقدمين تفادوا من النظر لعجزعم ورغبوا عن مكالمتهم لقلة فهمهم وأن

ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[27 - 04 - 03, 06:58 م]ـ

نصرة مذهبهم في الجدال معهم حتى أبدلو من الطيب خبيثا ومن القديم حديثا وعدلوا عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه الله عليه وأوجب عليه دعوة الخلق إليه وأمتن على عباده إتمام نعمته عليهم بالهداية إلى سبيله فقال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به فوعظ الله عز وجل عباده بكتابه وحثهم على اتباع سنة رسوله وقال في آية اخرى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالجدال والخصومة فرغبوا عنهما وعولوا على غيرهما وسلكوا بأنفسهم مسلك المضلين وخاضوا مع الخايضين ودخلوا في ميدان المتحيرين وابتدعوا من الأدلة ما هو خلاف الكتاب والسنة رغبة للغلبة وقهر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير