تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كشف السرائر عن أحكام صوت الحرائر]

ـ[عبد الواحد]ــــــــ[17 - 08 - 05, 03:15 م]ـ

2005 - 06 - 14 فضيلة الدكتور رياض بن محمد المسيميري

مقدمة

الحمد لله وأصلي وأسلم على رسول الله وبعد.

فقد نهى الشارع الحكيم المرأة من الخضوع بالقول لما في ذك من الفتنة الأكيدة، والخطر الماحق.

فقال تعالى: ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)) (سورة الأحزاب: 32).

قال السُدى [1] وغيره: (يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال).

قلت: وهذه الآية تخاطب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم – أزكى نساء الأمة وأطهرهن وأعفهن وأكملهن وتأمرهن بالامتناع عن الخضوع بالكلام، والتفنج والتكسر فيه, وترقيه وتنعيمه , حال محادثتهن لصفوة هذه الأمة وسادات الأولياء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين زكّاهم ربهم – تعالى – وارتضاهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم أصحاباً وأنصاراً.

فكيف بحال نساء هذه الزمان، ورجال الوقت الذين بينهم وبين أسلافهم من الأصحاب والصحابيات كما بين الثرى والثريا، وأبعد ممّا بين المشرقين أخلاقاً وآداباً وسلوكاً؟!

وقد علّل النهي في الآية بقطع أطماع مرضى القلوب الذين يضعفون أمام عذوبة الصوت ونعومته، وحلاوة الألفاظ ودلالها، ولا ريب أنّ أهل عصرنا أقرب للإفتتان وسرعة التأثر بذلك من سابقيهم، فأي مكابرة يقع ضحيتها البعض حين يُخص الآية بآل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويجعل أهم ما تضمنته من أحكام وهو الحجاب الشرعي السابغ خاصاً بهن دون سائر نساء الأمة بل ربما جعلوا النهي عن ترقيق الصوت وتنعيمه خاص بهن فحسب؟!

ولو كان المسلمون يتدبرون كلام ربهم – سبحانه – ويلتزمون شرائعه وأحكامه لما سمحوا لنسائهم يذرعن الأسواق جيئة وذهاباً يخالطن الرجال، ويتبرجن بالزينة، ويخضعن بالقول ويحادثن من شئن بلا حسيب أو رقيب حتى اتخذن الأخدان والعشاق، وضاجعن الفجار والفساق بعد رحلة لم تدم طويلاً من عبارات الحبّ والغرام والقول الخليع!!

وفيما يلي من أوراق بحث مختصر في أحكام صوت المرأة وما يحل منه وما يحرم, في ضوء الكتاب والسنة, واستعراض كلام أهل العلم – رحمهم الله – والله المسؤول أن يلهمنا الرشد, ويوفقنا إلى القول الأسد وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

هل صوت المرأة عورة؟

لا ريب أنّ في أصوات كثير من النساء كثيراً من الجاذبية والجمال ممّا يأخذ بمجامع قلوب الرجال، ويفتكُ بهم إلّا ما رحم الله. ولذا ألفينا الكثير من الرجال يقعون في شَرَك الافتتان بصوت المرأة، ويفقدون صوابهم لضعف إيمانهم، وقلة حيائهم ومن هنا كان على المرأة ألا تتوسع في الكلام مع الرجال سيما مع جمال الصوت الطبيعي فضلاً عن تعمد ترقيقه وتليينه!!

وهنا يقع إفراط وتفريط تجاه صوت المرأة فمن قائل بأنّ صوت المرأة عورة في كلّ حال بحيث لا يجوز لها أن تسمع الرجال أي كلام أو ألفاظ مهما كانت ضرورية!

ومنهم من جعل صوت المرأة كصوت الرجل لا عورة فيه ولا محذور حتى ذهب بعضهم إلى جواز محاضرتها على القنوات الفضائية يسمعها الملايين عبر الشاشات والإذاعات!!

ومنهم من توسط – وخير الأمر أوسطها – فأباح للمرأة أن تتكلم عند الحاجة وبقدر الضرورة، وبلا خضوع أو ليونة فاتنة.

وفي نظري فإنّ منبع الخلاف في مسألة صوت المرأة راجع في أساسه إلى عدم تحديد نوعية الصوت المأذون به، والصوت الممنوع عنه، ومن هنا حدث شيء من الخلط والاضطراب، ولذا يحسن تقسيم صوت المرأة إلى الأقسام التالية.

أقسام صوت المرأة:

بالنظر إلى الأدلة الشرعية، وكلام أهل العلم يتبين أنّ صوت المرأة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، ولذا حصل سوء الفهم لدى الكثيرين في تحرير أقوال أهل العلم، واستيعاب مقاصدهم، وحقيقة آرائهم، ومتى يكون صوت المرأة عورة ومتى لا يكون!

القسم الأول:

الخضوع بالقول: وهو: تليينه وترقيقه، فهذا القسم ورد النهي الصريح عنه في القرآن والكريم، في قوله تعالى: ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير