تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشهار اليندقية في حكم مشاركة النساء في الجندية]

ـ[عبد الواحد]ــــــــ[17 - 08 - 05, 03:20 م]ـ

إشهار البندقية في حكم مشاركة النساء في الجندية

26/ 4/1426 هـ

2005 - 06 - 04 فضيلة الدكتور رياض بن محمد المسيميري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

فقد شرع اللهُ لأمةِ الإسلامِ كلّ أسبابِ العزّة والمنعة، والسؤود والمجد، وخوّل لها كلّ الحق في الدفاع عن نفسها والإبقاء على كيانها، فكان الجهاد في سبيل الله درة التشريعات الربانية، وتاج التوجيهات القرآنية, وفخر السنة المحمدية ..

ففي الجهاد، يحفظ الدين، وتُحمى الحوزة، ويُعصم الدم، ويصان العرض وتفتخر الأمة، ويرتفع الرأس، وتبتهج النفس، ويطمأن القلب، وتطرب الروح!!

وفي الجهاد تعلو الهمة، ويتحقق المجد، وتسودُ الكرامة، وتدوم العزة، ويسمو الشرف!!

وفي الجهاد يخاف العدو، ويخنس الظالم، ويخنع الجائر، ويُهربُ الصائل، وينكسر المتجبر!

ومنذ أزمنة بعيدة وإلى اليوم غابت راية الجهاد، وخرس صهيل الخيول، وانطفأ لهيب المعارك، وتراجعت هيبة الأمة، وانحسرت مساحة أرضها، وتسلط عليها عدوها، وطمع فيها أضعف الخلق وأجنسهم.

فاستبيحت دماؤها، وهُتكت أعراضها، ونهبت خيراتها، وسلبت أموالها، وتراجع كيانها، وأهينت كرامتها، ومرّغ كبرياؤها وذهب عزها ...

ولذا كان فرض الإسلام للجهاد غاية في الحكمة، وقمة في العدالة ورأساً في الكمال!

ومن هنا أوجب الإسلام الإعداد للجهاد بقوة، والتحضير له بصدق وعزيمة، وانتدب الأمة لأخذ الأهبة, والمبادرة لساحات الوغي، وميادين الشرف، وأبواب الجنة!!

بيد أن الإسلام راعي طبيعةَ المرأة الجسمانية والعاطفية، فوضع عنها الجهاد ابتداءً، لما يتطلبه من الكرّ والفرّ، والقوة والجلد، ولما يترتب عليه من الأسر والسبي ونحوه، ممّا تعجز عن تحمل تبعاته النساء الضعيفات.

إلا أنّ ثمة أقلاماً جريئة، وطرحاً غريباً ظلّ يتوالي تباعاً منادياً بلزوم فتح المجال رحباً، أمام مشاركة المرأة في الجندية، وإشراكها في المهام القتالية العسكرية مع ما يترتب على هذا الصنيع من التكشف والتبرج، والتهتك والاختلاط بين الذكور والإناث، وما يتبعه من المفاسد والعار، وانحدار الأخلاق والقيم.

ومن عجب أنّ هؤلاء ينادون بهذا الطرح الأرعن في وقت تعطل الجهاد نفسه، وغياب عن واقع الأمة وحياتها، بل في وقت بقي الملايين من الشباب الأقوياء عاطلين عن العمل متململين في فراغ قتال!!

فإن كان الطرح جاداً، والنية صالحة فلم لا يُطالب بتعبئة هؤلاء الشباب وإعدادهم، للانخراط في صفوف الجندية وجيوش الإسلام؟!

وفي الأوراق التالية أبحث – بإذن الله – بعض أحكام الجهاد في ضوء الكتاب والسُنّة، مستنيراً بأقوال فحول الإسلام، ومعرجاً في نهاية المطاف على حكم مشاركة المرأة في الجندية والله المسؤول أن يجعل العمل خالصاً والسعي مقبولاً والحق ظاهراً وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

المبحث الأول: تعريف الجهاد لغة واصطلاحاً:

المطلب الأول: تعريفه لغةً:

قال ابنُ منظور في اللسان (جهد: 3/ 133): (الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقة، تقولُ: اجْهَد جَهْدَك، وقيل: الجَهْدُ: المشقة والجُهْدُ: الطاقة، وجاهد العدو مُجاهَدة وجهاداً: قاتله وجاهد في سبيل الله ...

والجهاد: محاربةٌ الأعداء، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل ..

والجِهَادُ: المُبالغةُ واستفراغُ الوسع في الحرب أو اللسان، أو ما أطاق من شيء.

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 3): والجهادُ بكسر الجيم، أصله لغة: المشقة، يقال: جهدت جهاداً، بلغت المشقة.

المطلب الثاني: الجِهَادُ في اصطلاح العلماء:

قال الكساني في بدائع الصنائع (7/ 98): (الجِهَادُ في عُرف الشرع يستعمل في بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان أو غير ذلك أو المبالغة في ذلك)

وقال في إعانة الطالبين (4/ 180): (والِجهَادُ أي: القتال في سبيل الله، مأخوذ من المجاهدة وهي المقاتلة في سبيل الله).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير