تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو قول كثير من أهل العلم: أنّ سفر المرأة بلا محرم حرام سواء كانت وسيلة السفر هي الطائرة أو القطار أو الحافلة أو السيارة أو غيرها لعموم الأدلة الشرعية القاضية بتحريم سفرها بلا محرم.

ومن هؤلاء العلماء العلامة: عبد العزيز بن باز، والعلامة محمد بن صالح العثيمين والشيخ صالح الفوزان وغيرهم وهذا فتاواهم أسوقها كما هي:

1/ فتوى العلامة عبد العزيز بن باز

س: الأخت التي رمزت لاسمها بأم محمد صالح من المدينة المنورة تقول في سؤالها: امرأة مطلقة تبلغ من العمر أربعين سنة ليس لها محرم حيث أنها تعيش وحدها في المدينة المنورة، لأن أبناءها وأكبرهم 16 سنة يعيشون مع أبيهم في مدينة أخرى، هذه المرأة ذهبت في رمضان المبارك إلى مكة المكرمة للعمرة في حافلة النقل الجماعي الذي يوجد فيه مكان مخصص للنساء، وقد أوصلها النقل الجماعي أمام الحرم، وبعد انتهائها من العمرة استقلت حافلة أخرى تابعة للنقل الجماعي إلى الموقف الرئيسي خارج مكة المكرمة، ومن هنا سافرت إلى المدينة في حافلات النقل الجماعي، فهل هي آثمة بسفرها وهي في هذا السن وهذه الظروف؟

ج: إذا كان الواقع هو ما ذكرته السائلة فالسفر المذكور محرم، وعلى المرأة المذكورة التوبة إلى الله من ذلك، وذلك بالندم على ما وقع منها، والعزم الصادق على أن لا تعود لذك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " متفق عليه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: وقد قال الله سبحانه: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) (سورة الحشر:7).

والله الموفق.

وهذه فتاوى العلامة ابن عثيمين:

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

هل يجوز للمرأة أن تسافر بالطائرة مع وجود الأمن بدون محرم؟

الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم " قال ذلك. وهو يخطب على المنبر في أيام الحج، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم انطلق فحجّ مع امرأتك، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يدع الغزو ويحج مع امرأته، ولم يقل النبي له هل امرأتك آمنة على نفسها؟ أو هل معها نساء، أو هل مع جيرانها فدل ذلك على عموم النهي عن سفر المرأة بلا محرم، ولأن الخطر حاصل حتى في الطائرة ن ولنمش جميعاً في تتبع ذلك.فهذا الرجل الذي أراد أن تسافر امرأته بالطائرة، متى يرجع من شييعها إنه يرجع عند انتظارها ركوب الطائرة، وستبقى في هذه الصالة بدون محرم، ولنفرض أن الرجل معها حتى أدخلها الطائرة، وأقلعت الطائرة، أفلا يمكن أن ترجع الطائرة أثناء الطريق؟ هذا وارد ويحصل أنّ الطائرة قد ترجع لخلل فني، أو للأحوال الجوية، ولنفرض أنها استمرت في سيرها ووصلت إلى المدينة التي ستهبط فيها، ولكن المطار صار مشغولاً أو صارت أجواء المطار غير صالحة للهبوط، ثم انتقلت الطائرة إلى مكان أخر، فهذا محتمل، ولنفرض أن الطائرة قامت في الوقت المقرر وهبطت في المطار المقرر، ولكن المحرم الذي كان ينتظرها لم يحضر بسبب طارئ حدث له، ولنفرض أن هذا الاحتمال انتفى وجاء المحرم في الوقت المقرر، يتبقى عندنا من الخطر مَن الذي يكون إلى جنب هذه المرأة في الطائرة؟ لن تكون امرأة على حال، فقد يكون إلى جوارها رجل، وهذا الرجل قد يكون من أخوَن عباد الله يضحك إليها، ويتحدث إليها ويمزح معها، ويأخذ رقم تليفونها ويعطيها رقم هاتفه أليس هذا ممكناً؟ من الذي يسلم من هذه الأخطار؟

ولهذا تجد الحكمة العظيمة في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة بلا محرم بدون تفصيل وبدون تقييد لكن قد نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولم يعلم عن هذه الطائرات فلنحمل كلامه على السفر على الجمال لا على الطائرات، فلا تسافر المرأة على البعير إلا مع ذي محرم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يعلم عن الطائرة التي تقطع المسافة ما بين الطائف إلى الرياض في ساعة وربع بينما كان يقطع في شهر كامل؟ فالجواب على هذا: أنه إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم فإن رب الرسول سبحانه وتعالى يعلم، والله عز

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير