تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى آله وصحبه وسلم

الراجح من القولين:

ولا ريب أن القول بتحريم سفر المرأة بلا محرم، وإن كانت وسيلة السفر جماعية أو سريعة كالطائرات والقطارات والحافلات هو الصواب الذي تسانده الأدلة، وتبرأ به الذمة، وتتحقق به السلامة.

وأما ما ذهب إليه بعض أهل العلم من إباحة السفر بلا محرم فهو خلاف الأدلة الصريحة، والحجج الظاهرة، ويترتب عليه مفاسد محققة، سيما في هذا الزمن الذي كثر فيه الفساق وانخرقت فيه الأخلاق!

ولا تخلو وسيلة نقل جماعية من شباب ورجال، يتربصون بالنساء شراً، ويسعون جاهدين للإيقاع بهن عبر النظرات والابتسامات والتحرشات ومن ركب الطائرات واستقل القطارات والحافلات رأى وسمع ما يندى له الجبين حياء من تهتك النساء وتميع الشباب وتخنث الرجال في المطارات والمحطات ووسائل النقل العصرية!!

وأي مصلحة في إباحة سفر المرأة بلا محرم إذا تعرضت لمخاطر جسيمة، وعواقب وخيمة في نفسها وعرضها وشرفها وسمعتها؟!

مفاسدُ سفر المرأة بلا محرم:

لا ريب أنّ خروج المرأة من بيتها بحدّ ذاته ولداخل بلدها فيه من المحاذير الشيء الكثير ولذا أمر الله تعالى المؤمنات بالقرار داخل البيوت وعدم الخروج لغير حاجة فقال تعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) (سورة الأحزاب).

فكيف إذا كان خروجها سفراً قاصداً، وبلداً بعيداً؟ فلا شك أنّ الأمر يشتد خطورة، ويزداد حرجاً، سيما مع عدم مرافقة المحرم!

وقد أثبتت الأيام، وبرهنت الأحداث على عظم المفاسد المترتبة على سفر النساء بلا محارم، سيما في هذه الأزمان المتأخرة، حيث كثرت الفتن، وعمّت المحن، ومهما كانت وسيلة السفر فمن تلك المفاسد:

1 - تعرض المرأة للابتزاز من قبل ضعاف الإيمان، وسفهاء الأحلام، وفساق الآفاق!

فالمرأة متى رؤيت وحيدة شجعت هؤلاء على النيل من كرامتها بعبارة نابية أو كلمة فاحشة أو مراودة صارخة، وهذا أمر لا ينكره أحد.

2 - افتتان الرجال بالمرأة المنفردة سفراً بلا محرم مهما كانوا على دين وخلق إذ ربّما زيّن لهم الشيطان إسداء خدمة للمرأة المسافرة، أو النظر إليها خلسة لأمنهم من غيرة المحرم أو ظنهم السوء بالمرأة لجرأتها على السفر بلا محرم.

3 - تعطيل عشرات الأدلة الشرعية القاضية بلزوم المحرم بالسفر، وتفريغها من مقاصدها السامية، وأهدافها النبيلة، فضلاً عن إذكاء العداوات بين النساء ومحارمهن حين يُهّمش دور المحرم، ويُجرّد عن وظيفته الشرعية.

هذا والله الموفق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.


[1]- مسلم (2391).وأصله في البخاري (1863).

[2]- قال الزرقاني في شرحه على الموطأ (2/ 533): (الصرورة من النساء التي لم تحج قط) تفسير للصرورة لصرها النفقة وإمساكها، ويُسمّى من لم يتزوج صرورة أيضاً لأنّه صرّ الماء في ظهره وتبتل على مذهب الرهبانية.

[3]- تنبيه: رواية الترمذي في سندها: إبراهيم بن يزيد الخُوزي، أبو إسماعيل المكي وهو متروك الحديث وقال الترمذي عن هذا الحديث: لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد وقد تكلم بعض أهل العلم في إبراهيم من قبل حفظه ينظر سنن الترمذي مع التحفة (8/ 348).

2 - وأما رواية أحمد فهي عن الحسن البصري مرسلة، ومراسيل الحسن من أضعف المراسيل: ينظر:

[4]- دروس وقتاوى الحرم المكي، للشيخ ابن عثيمين 3/ 225.

[5]- أحمد 2/ 13، 19، 142، - 143، 143، والبخاري 2/ 35، ومسلم 2/ 975، برقم (1338)، وأبو داود 2/ 348 برقم (1727)، وابن أبي شيبة 4/ 5 وابن خزيمة 4/ 133 برقم (2521) والطحاوي في (شرح المعاني) 2/ 113، وابن حبان 6/ 434، 440، 441برقم (2720، 2729، 2730)، والبيهقي 3//138، 5/ 227، كلهم من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

[6]- أبو داود 2/ 347 برقم (1724)، والحاكم 1/ 442، وابن حبان 6/ 439برقم (2727)، وابن خزيمة 4/ 136برقم (2526)، والبيهقي 3/ 139.

ـ[بن سالم]ــــــــ[17 - 08 - 05, 04:17 م]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيراً ونَفَعَ بِكَ.

ـ[عبد]ــــــــ[06 - 01 - 06, 12:54 ص]ـ
أثاب الله الشيخ على ما قدم، ولكن تنبيهات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير