استثناءات استفادوها من أحاديث أخرى، وليس في صنيع الشيخ أو صنيع أولئك الأئمة رحمة الله على الجميع استدراك على النبي صلى الله عليه وسلم، حاشاهم.
الإشكال العاشر
لقد قال الشيخ رحمه الله في أحد أشرطته " هذا الحديث صحيح وكل من يضعفه فهو الضعيف المضعف، لأنه يضعف بدون علم "
و رغم أن الشيخ رحمه الله قد استخدم صيغة العموم إلا أننا نحسن الظن به ونقول أنه لم يعنِ بذلك الأئمة الكبار الذين ضعفوا الحديث، فإن كان الظن في محله إن شاء الله، فما المانع أن يوجد من المتأخرين من يرى الحق مع أولئك الأئمة؟
وهل كونه مخطئاً في رأيه يلزم منه أنه يضعف بلا علم؟
لقد كنت أتمنى ألا أتناول هذه النقطة ولا سابقتها في هذا البحث، ولكن ما سمعته أو قرأته من بعض الأخوة ممن يتابعون الشيخ رحمه الله في هذه المسألة قد حملني على الكلام.
فهذا أحدهم يقول لي في حوار معه: الشيخ ناصر رحمه الله يقول كل من يضعف هذا الحديث فهو الضعيف المضعف!!
وهذا آخر يقول في بحث له ـ غفر الله له ـ: يتبين لمن له أدنى معرفة بعلم المصطلح أن الحديث صحيح غاية في الصحة ... و بذلك يتبين لصاحب الاعتراض الأول ضعف قول شيخ الإسلام بن تيمية و ابن حجر و قول الإمام مالك رحمه الله إنه كذب، ... و كذلك تبين ضعف قول النسائي و الطحاوي.
فهل هؤلاء الأئمة الذين ذكرهم وغيرهم من المضعفين ليس لديهم أدنى معرفة بعلم المصطلح؟ معاذ الله!
لوازم القول بحرمة صيام السبت في النفل:
1. تخطئة الأئمة الذين لم يقبلوا هذا الحديث. و نظرة متأنية ستبين لنا أن أغلبهم من علماء الحديث المتقدمين، والواحد من هؤلاء لو حكم على راو بحكم لم نستطع أن نخالفه إلا إذا وجدنا من الأئمة من خالفه، أما ان اتفقوا في الحكم على راو فليس لأحد أن يخالفهم، فما الفرق بين أن يتفقوا في الحكم على راو أو يتفقوا في الحكم على حديث؟
2. تخطئة الأئمة الذين صححوا الحديث.
فلم يقل أحد منهم بحرمة صيام السبت في النفل بل حملوا النهي على الكراهة.
3. مخالفة فهم راوي الحديث وهو فهم السلف الوحيد بين أيدينا، وكفى بهذا اللازم منفراً عن هذا القول.
4. الانفراد بقول لم يقل به أحد قبل ذلك.
5. مخالفة ما أجمعت عليه الأمة منذ عهد الصحابة وطوال أربعة عشر قرناً من عدم القول بحرمة صيام السبت في غير الفرض، و الأمة لا تجتمع على ضلالة.
6. تقديم الترجيح على التوفيق بين الأدلة التي ظاهرها التعارض، وهو خطأ.
7. الترجيح بين أحاديث غير متساوية في القوة، وهذا خطأ لمخالفته شرطاً من شروط الترجيح.
8. ترجيح حديث ليس في البخاري أومسلم اختلف حكم الأئمة عليه اختلافاً كبيراً على الأحاديث التي فيهما وتلقتها الأمة بالقبول، وهذا مخالف لما أجمع عليه المحدثون كما ذكر أبو زهرة رحمه الله.
9. تقديم الترجيح من قبل المتن على الترجيح من قبل السند وهو خطأ أيضاً.
10. إبطال العمل بحديث صيام داود عليه السلام الذي هو أفضل الصيام عند الله عز وجل إذ سيؤول إلى صوم الأحد والثلاثاء والخميس فقط من كل أسبوع، وهذا لم يقل به أحد من المسلمين.
11. إبطال العمل بحديث صيام السبت و الأحد.
12. إبطال العمل بشطر أحاديث صيام الجمعة وهوالخاص بصوم يوم بعده.
الخلاصة
1. حديث النهي عن صيام السبت غير صحيح وقد ضعفه المتقدمون من أهل الحديث، فصيام السبت جائز على كل حال.
2. في حال كون الحديث صحيحاً يتوجه النهي إلى إفراده أو تخصيصه بالصيام، والمراد بالنهي الكراهة وهو مذهب كل من صحح الحديث.
3. الأمة مجمعة طوال أربعة عشر قرناً على عدم حرمة صيام السبت في النفل.
4. انفرد الشيخ الألباني رحمه الله بالقول بحرمة صيام السبت في غير الفريضة، إذ ليس له سلف في هذا القول، وهذا دليل على خطأ القول بالحرمة، قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 21/ 291 " كل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم فانه يكون خطأ كما قال الامام أحمد بن حنبل إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام"
5. الشيخ رحمه الله غير معصوم فيجب على من يتبعه ممن يطلب الحق أن يعلم أنه إن اتبعه في كل ما يقول فسوف يتبعه في صوابه وخطئه، وهذا لا ينبغي.
¥