6. كان الكثير من الأئمة يتورعون عن القول بحرمة أمر ما خشية أن يحرموا ما أحل الله فكانوا يقولون لا ينبغي أو أكره ذلك وما أشبه، فينبغي لطالب النجاة أن يضع كل الإشكالات واللوازم المتعلقة بالقول بحرمة صيام السبت نصب عينيه قبل أن يتبنى القول بالحرمة.
7. من أصر على القول بالحرمة دون أن يكون له سلف في المسألة فليعلم أنه قد خالف بذلك أهم ما يميز المنهج الحق الذي يتبناه، أعني بذلك فهم سلف الأمة، فإن فعل ذلك ظناً منه أنه ينصر السنة، فليمسك عن الإنكار على مخالفه لأنه ما خالفه رغبة عن السنة و لا إهمالاً للحديث، بل إعمالاً لأهم ما يميز هذا المنهج الحق.
رفع الملام عن الألباني الإمام
إن للشيخ الألباني رحمه الله مكانة عظيمة في قلوبنا بل وله منة علينا و على أغلب إن لم نقل كل من التزم منهج السلف الصالح في هذا العصر، فهذه كتبه و أشرطته تملأ الآفاق تحمل العلم الغزير و الدعوة الصافية الصادقة، فكم أنار الله عز وجل بكلماته الطريق للحيارى و كم أعاد بها الشاردين عن الحق إلى جادته؛ لقد كان رحمه الله و بحق حامل لواء توحيد الاتباع طوال عمره، أعني بذلك مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله فكم بذل من عمره وجهده في سبيل تبيانه وتنقيته من الشوائب، نسأل الله عز وجل أن يجزيه عن ذلك خير الجزاء ....... ولكن!
قد قيل قديماً شيخ الإسلام حبيب إلى قلوبنا لكن الحق إلينا أحب، ونحن اليوم نقولها:
الشيخ الألباني حبيب إلى قلوبنا لكن الحق إلينا أحب! فالشيخ على جلالته بشر يخطئ و يصيب، فنحن نوافقه إن أصاب ولا تمنعنا جلالته أن نخالفه إن أخطأ، بل لا بد لنا من أن نخالفه ونخالف كل من يخطئ من مشايخنا، ونحن نعلم أننا بذلك نكون قد سرنا على نهجهم وحققنا مرادهم من بعدهم.
فالذي يجد نفسه لا يخرج عن أقوال الشيخ رحمه الله أبداً، بل و يوافقه في كل ما يقول، و يعتقد أن كل ما يقول عنه الشيخ رحمه الله أنه السنة هو السنة في الحقيقة، فليراجع نفسه! لأن الشيخ غير معصوم ففي كلامه و اختياراته أخطاء لا محالة وهذه الأخطاء ليست من السنة بكل تأكيد.
ومن جهةأخرى فإنه بعدم خروجه عن أي قول من أقوال الشيخ يكون قد خالف أهم ما نذر الشيخ رحمه الله حياته من أجله وهو التمسك بفهم سلف الأمة للكتاب والسنة وترك التقليد الأعمى للمشايخ.
و نحن إن كنا نخالف الشيخ في هذه المسألة أو غيرها إلا أننا نلتمس له العذر أن خالف كل ما حقه ألا يخالف مما ذكر في هذا البحث إن كان صواباً، و السبب في هذه المخالفة ـ والله أعلم ـ هو شدة تعظيمه و توقيره لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالشيخ رحمه الله إذ صح عنده حديث النهي و اقتنع بأنه لا يمكن حمله سوى على التحريم المطلق صرح بالقول بالحرمة ناصراً بذلك ما يرى أنه الحق، و ذاباً بذلك عما اعتقد أنه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكم كنا نتمنى أن يستصحب معه ذلك الحصن الحصين الذي لطالما حصن به العقول والقلوب ألا وهو فهم السلف، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه!
فنسأل الله عز وجل أن يغفر للشيخ و يرحمه ويجعلنا و إياه من أقرب الناس منزلاً ممن قضى عمره في الذب عن سنته ودعوة الناس لاتباعه بأبي هو و أمي.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه وسلم.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[18 - 08 - 05, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيك .. تصفحت الموضوع سريعًا فأعجبت به .. لكن لم أقرأه بكامله ..
ولكن لي استفسار .. هل في المسألة إجماع .. ؟؟ وهل من الممكن أن تنقل لي من قال بهذا الإجماع .. ؟ وكيف خفي ذلك على الألباني رحمه الله وطيب ثراه .. ؟
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[18 - 08 - 05, 02:05 ص]ـ
جزيتم خيرا ابا البراء، ولقد فعلت مثلما فعل الأخ اسامة من قبلي مررت به مرورا سريعا، وكنت بحثت المسألة لنفسي قبل زمن فكنت أصومه سيما اذا وافق يوما له خصوصية، كيوم عرفة او عاشوراء وهكذا
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[18 - 08 - 05, 02:28 ص]ـ
أخي الكريم أسامة عباس
قال ابن بدران في المدخل: " إذا اختلف أهل العصر على قولين امتنع على من بعدهم إحداث قول ثالث وقال الرازي في المحصول والآمدي في منتهى السول وتبعهما الطوفي أن القول الثالث إن رفع الإجماع الأول على القولين الأولين لم يجز وإن لم يرفعه جاز "
فالذي أدعيه أن الأمة في هذه المسألة مجمعة على أنه لا يوجد فيها غير القول بالجواز والقول بكراهة الإفراد، ومثل هذا الإجماع لا ينقل عادة، إنما يعرف من الأقوال في المسألة، فإحداث قول ثالث في مسألة لم تعرف فيها الأمة سوى قولين يعد رفعاً لإجماعها عليهما، ويبعد جداً أن تجد أحداً ممن يهتم بذكر الإجماع يقول في كل مسألة فيها قول بالإباحة و قول بالكراهة مثلاً: والإجماع منعقد على عدم الحرمة.
أرجو أن أكون قد أجبتك على سؤالك، وفي انتظار قراءتك للبحث لأستفيد منك بارك الله فيك.
أخي الكريم أبو عبد الله بارك الله فيك، لا تحرمنا من فوائد بحثك.
¥