بارك الله فيك أخي الكريم
كما قلتُ لك أخي الفاضل فإن الطحاوي رحمه الله كغيره من المتقدمين قد يطلق الكراهة و يريد بها التحريم و هو كثير في كلامهم و قد يطلقها و يريد بها التنزيه، و إليك البيان من كلامه رحمه الله:
شرح معاني الآثار 4/ 199
... فقال قائل ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما هذا ما يدل على كراهة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكل لحم الضب قيل له قد يجوز أن يكون هذا على الكراهة التي ذكرها أبو سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قد رويناه عنه لا على تحريمه إياه على الناس ...
و فيه أيضاً 2/ 95
فدل ذلك على أن القبلة كانت مباحة عندها [أي عائشة رضي الله عنها] للصائم الذي يأمن على نفسه ومكروهة لغيره ليس لأنها حرام عليه ولكنه لأنه لا يأمن إذا فعلها من أن تغلبه شهوته حتى يقع فيما يحرم عليه
فلا بد لتعيين مراده من كلامه عن صيام السبت من دلائل و قد أتيتُ بما أراه يدل على أن مراده لا يمكن أن يكون التحريم فإن كان هناك اعتراض على ما ذكرتُ فلنناقشه، أو كانت هناك دلائل على أن مراده رحمه الله هو التحريم فلتطرح للنقاش.
أما إن عنيت بالتأني في الحكم على المسألة أنه لا يترجح أحد الأمرين ففي هذه الحال لن يكون لكلام الطحاوي رحمه الله التأثير المرجو في دعم كلام الشيخ الألباني رحمه الله بأن هناك سلفاً للقائلين بالحرمة.
أما الإيراد الثاني فأوافقك على شطره الثاني و هو أن أحداً لا يستطيع إلزام مصححي الحديث بتضعيفه، و لا يخفى عليك أن جل بحثي إنماهو مناقشة فقهية لمصححي الحديث من القائلين بالحرمة.
أما الشطر الأول فإن عنيت أننا لا نستطيع الاعتراض على القائلين بالحرمة فلا شك أنني لا أوافقك على ذلك و ما بحثي هذا إلا للاعتراض على هذا القول، فأنت لو اقتنعت بصحة ما ذكرتُه في خلاصة البحث و في لوازم القول بالحرمة فستوافقني على الاعتراض، و أما إن لم توافقني فهذا الحوار كفيل إن شاء الله ببيان وجهة نظر كل منا، و الله أدعو أن يوفقنا للصواب.
أما إن عنيت أننا لا نستطيع الانتقاص من القائلين بالحرمة فأوافقك لأن للشيخ رحمه الله مكانة أنزله الله إياها لا ينبغي معها أن ننال منه و إن خالفناه في مسألة و اثنتين أو أكثر.
بقي أن أسألك: مَن قبل الشيخ صديق حسن خان رحمه الله يقول بحرمة صوم السبت في النفل؟
في انتظار ردك بارك الله فيك و ... دمت بعافية.
ـ[محمد حسين شعبان]ــــــــ[04 - 02 - 06, 12:36 م]ـ
أخي الكناني وفقه المولى.
قد يكون في نقولاتك عن الطحاوي حجة عليك، بدليل أنه عندما لم يرد الكراهة التحريمية صراح بذاك، فتأمل ذلك في الكلام الذي وضعت تحته خط. وإضف إلى ذلك أنه لو أرد الكراهة في صيام السبت لصرح بذاك كما صرح في النقولات التي أتيتَ بها وإن كانت غير وافية.
إما بالنسبة لسؤالكم حفظكم الله: بقي أن أسألك: مَن قبل الشيخ صديق حسن خان رحمه الله يقول بحرمة صوم السبت في النفل؟
فأقول: إذا صح الحديث فهو حجة بذاته، وليس بملزمين بأن ننظر في كل حديث نبوي ونقول مَن عمل به! فإذا لم نجد رددنا حديث حبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أظنك تخالفني الرأي.
ولكن: إذا أتينا برجل من السلف قال بتحريم يوم السبت هل يا تُرى ينتهي الخلاف في المسألة؟!
الجواب: لا أظن! فليست القضية في جمع أسماء من قال بالتحريم أو الكراهة أو الجواز!
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 08:12 م]ـ
نسأل الله أن يوفقك يا أخ أبو البراء و الله اني أحببتك لشدة احترامك للشيخ الألباني عليه رحمة الله و لشدة محبتك له و اني لأقول هذا و قد قرأت ما كتب عن هذا الموضوع في هذا الملتقى فوجدت بعض الأخوة تكلموا في الشيخ الألباني عليه رحمة الله بأسلوب ما ظننته يصدر من طالب علم و لا أحسبهم كذلك حتى قالوا عنه أنه صاحب فقه سقيم -و ان لم يصرحوا باسمه- و قالوا " أنه معروف بالتساهل ومخالفة العلماء في التصحيح" و الله المستعان
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[05 - 02 - 06, 04:33 ص]ـ
أخي الكريم محمد حسين ... بارك الله فيك
أخي الفاضل ...
¥