ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[05 - 02 - 06, 02:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل محمد حسين
هل أفهم من ردك الأخير أنك توافقني على أن مراد الطحاوي رحمه الله في عبارته هو كراهة التنزيه، أو على الأقل أن عبارته تحتمل التحريم و التنزيه دون جزم بأحد المعنيين؟
و هل أفهم منه أنك توافقني أيضاً على أن ما نطلبه من ذكر سلف للقول بالحرمة ليس مناقضاً لكون الحديث حجة بنفسه؟
إنني أقترح عليك أخي الكريم ألا ننتقل من نقطة إلى أخرى حتى ننتهي من الأولى، و هذا الأمر قد تعلمناه من حوارات و مناظرات الشيخ الألباني رحمه الله، و هذا أنفع للحوار لأن مرادنا هو الوصول للحق بإذن الله.
ولكن كسباً للوقت سأجيبك على ردك الأخير و أنتظر منك أن تجيبني على كل ما في مشاركتي هذه.
لقد فهمت من ردك أنك تعتبر أن سلف القائلين بالحرمة هم عبد الله بن بسر و أبا أمامة و ثوبان رضي الله عنهم، فأقول:
أما ثوبان رضي الله عنه فليس في كلامه أكثر من أنه أحال السائل على عبد الله بن بسر، و أقصى ما في هذا الأمر أنه يوافقه على فتواه.
و أما أبو أمامة رضي الله عنه فليس فيما نقلتَه سوى روايته لحديث النبي صلى الله عليه و سلم وليس فيه فهمه للحديث و لا قوله بالحرمة، فكيف تَعُد أنه بمجرد روايته للحديث يصبح سلفاً للقائلين بالحرمة؟
و نفس الكلام يقال بالنسبة لرواية عبد الله بن بسر للحديث.
لكن الأمر المهم هو جواب عبد الله بن بسر رضي الله عنه لمن سأله عن صيام السبت بقوله: لا لك و لا عليك، فإن كنت تعني عبارته هذه فقد ناقشتُها في البحث في (الإشكال السابع قول ابن بسر رضي الله عنه لا لك و لا عليك) فأرجو منك أن تراجعه، و فيه:
(2. يفهم من كلام الشيخ أن ابن بسر رضي الله عنه قال " لا لك و لا عليك " للذي لا يعلم أن صوم السبت منهي عنه وهو يطمع في أجر الصيام، أما الذي يعلم النهي فليس مخاطباً بالشطر الثاني " لا عليك " بل بالأول فقط " لا لك " ومعناها عند الشيخ هو لا يشرع لك. و كلام الشيخ رحمه الله يحمل في طياته أكبر دلالة على أن ابن بسر رضي الله عنه راوي حديث النهي ـ إن صح ـ لم يكن يقول بحرمة صيام السبت، وبيان ذلك أن السائل في الحديث قد جاء مستفتياً ابن بسر عن صيام السبت ـ علم بحديث النهي أو لم يعلم ـ فهل يسع ابن بسر رضي الله عنه إن كان يعتقد حرمة صيامه أن يكتم هذا العلم؟ اللهم لا!
ومقارنة بسيطة ستؤكد هذا المعنى إن شاء الله، فها هو الشيخ الألباني رحمه الله يُسأل مراراً و تكراراً عن صيام السبت فما سمعناه يوماً راعى حال المستفتي ـ أعني كونه يعلم بحديث النهي من عدمه ـ بل يبادر ببيان الحكم الذي يدين الله عز وجل به، و هذا ظننا بالشيخ، وظننا بأصحاب النبي عليه السلام أفضل فما كان لأحدهم أن يكتم علماً علمه الله إياه.
ونحن ما سمعنا الشيخ قال يوماً لسائله: صيام السبت لا لك و لا عليك، و لا أظن أن أحداً من الذين يقولون بقوله يستطيع أن يجيب سائلاً عن صيام السبت بقوله " لا لك و لا عليك ".
إذاً لو كان السائل لا يعلم بالنهي عن صوم السبت لم يحل لابن بسر رضي الله عنه أن يكتم عنه حرمة صومه إن كان كذلك عنده فلايتصور والحال كذلك أن يقول له لا عليك، أما إن كان السائل يعلم بالنهي ويعتقد أنه للحرمة فما معنى أن يقول له لا عليك سوى أن يفهمه أن هذا النهي ليس للتحريم؟)
ـ[محمد حسين شعبان]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:39 م]ـ
المقصود من ذِكر عدد من الصحابة هو إثبات عدم تفرد الصحابي ابن بسر في رواية الحديث، كما كنا نسمع من البعض، وزيادة الخير خير.
وهل وقفتَ على أثر صحيح أو ضعيف أن ابن بسر خالف ما روى؟!
أما مراد الطحاوي فهو يحتاج إلى استقراء تام قبل أن تعطيني جواباً أو أعطيك جواباً، وما طرحته لك هو عبارة عن إشكاليات تواجهك في بحثتك، فأحببت أن تكون الصورة.
أما قضية من قال بالتحريم فقد أجبتك عنه؛ وهي مسألة لا تغير من الواقع شيئاً؛ فتخيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامك قائلاً: (لا تصم يوم السبت إلا فيما فترض عليك وإن لم تجد إلا لحاء عنبة، أو عود شجرة فمضغه). ما كنت تصنع؟
هذا إذا كنت ترى أن الحديث صحيحاً، إما إن لم تكن تصححه فالنتيجة خلاف ذلك.
والشيخ الألباني عندي ثقة في تصحيح الحديث -رحمه الله وغفر له ولنا ولكم-.
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[05 - 02 - 06, 09:00 م]ـ
الأخ الحبيب أسامةالأثري ... أحبك الله الذي أحببتني فيه و جمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
وو فقني و إياك لما يحب و يرضى.
لقد علقتُ على مشاركة لك هناك فراجعها مشكوراً.
أخي أبو البراء راجعتها فلم أجدها و نظرت في مشاركاتك فلم أجد شيئا عنها و لعله وهم مني فحبذا لو أعطيتني الرابط الذي فيه تعليقك و جزاك الله خيرا
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:31 ص]ـ
نعم أخي الكريم أسامة لقد حذفت مشاركتك و تعليقي عليها لخلل ما!!
و هاك الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=218233#post218233
أما تعليقي فهو أن الأخ الذي انتقدت مشاركته كان ينقل كلام الشيخ العدوي غفر الله له، و إن لم تخني ذاكرتي فإن هذا الأخ وليد من محبي و مقدري الشيخ ناصر رحمه الله و ربما أنني قرأت له ناشراً لعلم الشيخ رحمه الله في الكثير من المنتديات، و الله أعلم.
¥