تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الاستاذ]ــــــــ[23 - 08 - 05, 10:24 م]ـ

إحذر الأدهم يا جمّاح

إلى المدينة المنورة لعبده محمد علي جمّاح الحمدي .. قرأت رسالتك الخطية، ولا يليق نشرها لما فيها من (تمعلم) ومماحكة واستعلاء من يطير ولكن من العتبة إلى أسفل مع الخلو من المتعة الأدبية .. ولا عليّ أن تجمح أو لا تجمح، وما علي أن يقيدك الأدهم أو يضيع عنانك وإنما واجب النصح علي أن ألفت نظرك إلى أمور.

أولها: سياق رسالتك شكلاً ومضموناً لا يدل على أنك من أهل العلم، فالواجب عليك (حفظك الله) أن تستفتي ولا تفتي، وتسترشد ولا تتأستذ.

وثانيها: محل النقاش «كيف يموت العشاق» بعد كتيبي «كيف يموت العُبّاد» .. وفيه تأصيل للحكم الشرعي لمرض العشق، وتحقيق لأقوال جهابذة في العلم كابن تيمية وابن حزم .. ومثلك (حفظك الله) بحاجة إ متفرجاً يؤتك الله أجرين: أجر طلب العلم، وأجر احترام حملته .. واعلم أنك لم تعط أذنين ثنتين ولساناً واحداً إلا لتسمع ضعف ما تتكلم.

وثالثها: أنك ظلمت نفسك في تأثيم طرح هذه المباحث لسببين:

أولهما: أن تناولي ليس تناول رواية كرواية (في بيتنا رجل)، أو بقية روايات إحسان عبدالقدوس التي وأدها النسيان احتقاراً .. بل هي تناول علمي فكري تقرّ به عيون المعممين.

ورابعها: أنك في دور التعميم والدعوى والادعاء العام لم تورد عنصراً واحداً ببحث شرعي أو فكري لأطارحك

وخامسها: ما كان أبوعبدالرحمن أضحوكة الجميع في رحلته العلمية اللندنية الميمونة إلا حسب شهوة الادعاء لديك، بل كانت رحلة الإعجاب والإكبار - ولله الحمد-، ولهذا شغلت الساحة الإعلامية هنا وهناك.

وسادسها: عليك أن تسمي الأشياء بأسمائها، فما قدمته إليّ يحرم عليك أن تسميه نصيحة، ويحرم عليك أن تصفني بالعناد؛ لأن ما قدمته إليّ جهل منك بأحكام الله وحدوده، ومسارعة بالتحريم والتحليل ع لتكون على الأقل «ابن اللبون إذا ما لز في قرن».

وسابعها: أسألك بالذي خلقك من نطفة: بأي حجة شرعية أو فكرية تستهزئ بمقولة «ساعة وساعة» .. كما يشهد بذلك حديث أبي حمزة وبراهين أخرى .. أما ساعة لربك وساعة لقلبك فلم ترد على لساني أو قلمي، فاتق الله فيما تقول، واعلم أن عليك رقيبين يحصيان أعمالك.

وثامنها: مقولتك: «لا تعترض حتى لا تنطرد»: ليست من كلام بني قحطان وعدنان، ولكنها رطانة الزط .. وإنما أقول: لا تعترض علي الحق بالباطل، ولا تردّ على العلم بالجهل، ولا تحلل وتحرم بغير أداة، فيسؤوك تحجيمي إياك.

وتاسعها: استشهادك بحديث «من رأى منكم منكراً» والآية الكريمة كفعل جماعة التبليغ

وعاشرها ـ وهي مسك الختام ـ: أصدقك فيما ذكرته من قولك: «على الحق طلاوة، مرهف الإحساس بالطلاوة والحلاوة، والله المستعان.

ـ[الاستاذ]ــــــــ[24 - 08 - 05, 10:44 م]ـ

طه حسين الخلاب: ويلي عليه، ويلي منه

من إنتاج طه حسين عطاء إنساني في جملته، فهو من المشترك الإنساني .. مصدره المعارف الدنيوية والمواهب، ولا يتعلق به ولاء ولا براء، لأنه ليس من مسائل الدين، ولا من الأمور الكيانية كالهموم الوطنية والقومية .. وهذا المشترك لا تفرّق في التعامل معه بين بودلير الشاعر الرجيم، وشكسبير الأديب الإنجليزي، وطه حسين العربي عميد الأدب .. ومعيار التعامل في معارف دنيوية سجال فكري، وإحساس جمالي .. وطه حسين - سواء أكان في جبة الشيخ أحمد شاكر، أم في زي الأخطل الصغير - جذاب في حديثه العادي .. خلب الذائقة البلاغية عند من عرفوه عن كثب، ولايزال يطن في أذني حلاوة استرساله في برنامجه الإذاعي: لغتنا يسر لا عسر.

وبالسجال والإحساس المذكورين آنفاً تغوص على نفائس من مجمل طرحه كالتحليل البارع المبتكر لقصيدة أبي الطيب: وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه .. وكتجلياته في حديث الأربعاء.

وكان افتتاحه لمجالس مجمع اللغة العربية جوقات بلاغية: يطرب علماء المجمع المعممين إذا تحدث خمس دقائق، ولكن علماء المجمع إذا انطلقوا في تخصصهم أصغى إصغاءة التلاميذ إ كباراً للعلم التخصصي، وبراءة من الحول!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير