ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم السادس الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن محمد النعمان والملقب بالمفيد، الذي قال في كتابه أوائل المقالات (ص48، 49) ما نصه: "واتفقوا ـ يعني أئمة الشيعة ـ أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم" انتهى. ويعني هنا بأئمة الضلال الصحابة رضوان الله عليهم.
وقال أيضاً في كتابه السابق (ص525) ما نصه: "إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان"، ويقصد أيضاً هنا بالظالمين هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم السابع الذي قال بتحريف القرآن وهو أبو الحسن العاملي الذي قال في المقدمة الثانية لتفسيره مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار (ص36) ما نصه: "اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة وغيرها، أن هذا القرآن الذي في أيدينا، قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات" انتهى كلامه.
ننتقل إلى إمامهم الثامن الذي قال بتحريف القرآن وهو سلطان محمد بن حيدر الخرساني والذي قال في كتابه بيان السعادة في مقامات العبادة، (1/ 12) ما نصه: "اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه ـ يعني: القرآن الكريم ـ بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم ـ يعني من أصحاب رسول الله ـ" انتهى كلامه.
إمامهم التاسع الذي قال بتحريف القرآن هو مرزا حسين النوري الطبرسي والذي ألف كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" في عام 1292 للهجرة، وقد حصل لهذا الكتاب ضجة كبيرة بين أوساط علماء الشيعة؛ لأن خروج مثل هذا الكتاب يكون حجة لخصوم الاثنا عشرية، فقام مرزا حسين هذا المدعو بتأليف كتابه الثاني، الذي يدافع فيه عن كتابه الأول، وسماه "رد بعض الشبهات عن فضل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" وكان تأليف هذا الكتاب قبل هلاك هذا المجرم بسنتين تقريباً.
وقد ذكر الطبرسي في مقدمة كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب ما نصه حيث يقول: "وبعد: فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النور الطبرسي، جعله الله من الواقفين ببابه، المتمسكين بكتابه، هذا كتاب لطيف وسفر شريف في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان ـ يعني: الصحابة رضوان الله عليهم ـ وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، وجعلت له ثلاث مقدمات وبابين، وأودعت فيه من بدائع الحكمة ما تقر به كل عين" انتهى كلامه عياذاً بالله تعالى.
ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم العاشر الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن يعقوب الكليني، والذي ذكر في أصول الكافي في كتاب الحُجة، (1/ 284) ما نصه: "عن جابر قال: سمعت أبي جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام، والأئمة من بعده عليهم السلام" يعني: جمع القرآن في عقيدتهم محصور في علي بن أبي طالب والأئمة الإحدى عشر من بعده، أما الصحابة الذين حفظوا هذا القرآن فهؤلاء لا يؤمنون بهذا الجمع ولا بهذا القرآن الذي يعتقده أهل السنة والجماعة.
ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم الحادي عشر الذي قال بتحريف القرآن، وهو محمد بن مسعود والمعروف بالعياشي، حيث ذكر في تفسيره المشهور (1/ 25) ما نصه: "عن أبي عبد الله أنه قال: لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمَّين" انتهى، أي: لو لم يحرف القرآن الكريم بزعمهم، لوجدت أسماء الأئمة الاثني عشر موجودة.
أقول: إخواني في الله، إذاً لماذا تقرأ الشيعة الاثنا عشرية القرآن الذي بين أيدي أهل السنة والجماعة، مع اعتقادهم بأنه محرف، وكثير من أهل السنة يرون عامة الشيعة، إن لم يكن جل الشيعة يقرؤون القرآن وأهل السنة ينظرون إليهم؟! فكيف يقرؤون وهم يعتقدون أنه محرف.
¥