تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: إخواني في الله، فلقد ذهب ضحية إجرام الشيعة على اختلاف طوائفهم عدد كبير من العلماء والأمراء والقضاة والوعاظ والملوك والخلفاء والوزراء، حتى بلغ الأمر أنه إذا أظهر أي عالم أو فقيه أو واعظ مبادئ هؤلاء، وأخذ يبين زيف عقائدهم الباطلة وأفكارهم المنحرفة، قاموا بتصفيته جسدياً على أيدي رجال الجناح العسكري، ونذكر أمثلة على ذلك عبر التاريخ منها ما يأتي:

محاولة نبش وسرقة وحرق جسد الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهم على أيدي شيعة الشام لعنهم الله. وذلك أنه جاء قوم من شيعة حلب، كما ذكر ذلك صاحب كتاب الدر الثمين، وأغروا أمير المدينة آنذاك بالأموال الجزيلة، لكي يمكنهم من نقل جثمان أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهم ليحرقوهم فأجابهم الأمير لذلك؛ لأن الشيعة في ذلك الوقت كان لهم نفوذ في الحجاز، فذهب الأمير إلى شيخ خدام المسجد النبوي الشريف واسمه شمس الدين صواب، وكان رجلاً صالحاً ومنفقاً وقال له ـ أي قال الأمير ـ: يا صواب يدق عليك الليلة أقوام باب المسجد فافتح لهم ومكنهم مما أرادوا، وكان شمس الدين صواب قد علم بما أرادوا فأصابه همّ وغمّ واشتد بكاؤه وكاد يختل عقله، وبعد أن خرج الناس من المسجد بعد صلاة العشاء، وأغلقت أبواب المسجد، وإذا بالباب يدق وهو باب السلام الذي كان يسمى بباب مروان فتح لهم الباب وإذا بهم أربعون رجلاً ومعهم المساحي والمعاول وآلام الهدم والحفر، واتجهوا إلى الحجرة النبوية الشريفة، وقبيل أن يصلوا إلى المنبر انفتحت لهم الأرض وابتلعتهم بما معهم وذلك أمام عين شيخ خدام المسجد النبوي الشريف شمس الدين صواب، فكاد يطير من الفرح وزال عنه الهم والغمّ، فلما استبطأهم الأمير جاء يسأل عنهم شيخ الخدام فقال: تعال أريكهم، فأخذه بيده وأدخله المسجد، وإذا بهم في حفرة من الأرض تنزل بهم وتنخسف شيئاً فشيئاً وهم يصيحون ويستغيثون، فارتاع الأمير وعاد وهدد شمس الدين بأنه إذا أعلم أي أحد بما وقع فسوف يقتله ويصلبه، فأصبحوا وقد توارت الأرض فوقهم.

ننتقل إلى قتل الإمام آية الله أبو الفضل البرقعي، فهو الإمام العالم المجاهد العلامة السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي، تلقى علومه في الحوزة العلمية في وقم بإيران، ونال درجة الاجتهاد في المذهب الجعفري الاثنا عشري، له مئات التصانيف والمؤلفات والبحوث والرسائل، هداه الله تعالى إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، وألف عدة كتب يرد فيها على الشيعة الإمامية، ومنها كتابه القيم النفيس "كسر الصنم" وقد حاول رجال حرس الثورة الإيراني الشيعي اغتياله بالرصاص الحي في قعر داره، وهكذا أثناء صلاته أطلقت عليه أعيرة نارية فأصابت منه الخد الأيسر لتخرج من الخد الأيمن مسببة له بعض الأذى في سمعه، علماً بأن عمر الشيخ رحمه الله تعالى تجاوز الثمانين من عمره، وفي المستشفى حيث تم نقله للعلاج صدرت الأوامر للأطباء بعدم معالجته، فغادر المستشفى إلى منزله ليتداوى فيه، ولم يتراجع قيد أنملة وبعدها تم اعتقاله إلى السجن، ولكن هذه المرة إلى سجن أوين الذي يعتبر من أقسى السجون السياسية في إيران، من حيث طرق التعذيب فيه، حيث أمضى في غياهبه قرابة السنة ثُم تَم نفيه إلى مدينة يزد، ثم أعيد إلى السجن مرة أخرى حيث جاءت الأخبار بوفاته رحمه الله تعالى في عام 1992 للميلاد. ولا يستبعد ـ إخواني في الله ـ أن يكون قد تم اغتياله في داخل السجن، كما أوصى رحمه الله تعالى أن لا يدفن في مقابر الشيعة وأسأل الله تعالى أن يغمسه في أنهار جنة الفردوس آمين.

ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى قتل العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير، ففي عام 1407هـ، كان العلامة إحسان إلهي ظهير يحاضر في جمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، حيث انفجرت عبوة ناسفة كانت قريبة من مكان الندوة المنعقدة، مما أدى إلى مقتل ثمانية عشر شخص في الحال وإصابة أكثر من مئة شخص إضافة إلى سقوط بعض العمارات والبيوت القريبة من مكان الحادث، وقد أصيب العلامة إحسان إلهي ظهير إصابات بالغة في العين اليسرى والرقبة، والصدر والذراعين، وعلى إثر ذلك طلب سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله تعالى بأن يعالج في مستشفيات الرياض، فأمر الملك من بنقله من باكستان إلى الرياض، ولكن وافته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير