2 - وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ?للَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى? إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـ?زَعْتُمْ فِى ?لأمْرِ وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ?لآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَ?للَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ?لْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:152].
3 - وقال تعالى: {?لَّذِينَ ?سْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَ?لرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـ?بَهُمُ ?لْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَ?تَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:172].
قال ابن جرير الطبري: "يعني بذلك جل ثناؤه: وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين المستجيبين لله وللرسول من بعدما أصابهم الجراح والكِلام، وإنما عنى الله تعالى ذكره بذلك الذين اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد في طلب العدو أبي سفيان ومن كان معه من مشركي قريش منصرفهم عن أحد" [18].
ما جاء في فضل ومنزلة أهل أحد في السنة النبوية:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم))، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ ?لَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ أَمْو?تاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169] [19].
2 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما كان يوم أحد جيء بأبي مسجّى وقد مثل به، قال: فأردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي، ثم أردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي، فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر به فرفع فسمع صوت باكية أو صائحة فقال: ((من هذه؟)) فقالوا: بنت عمرو أو أخت عمرو فقال: ((ولِمَ تَبكي؟ فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع)) وفي رواية أنه قال: ((تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه)) [20].
قال ابن حجر: " (أو) في قوله، ((تبكين أو لا تبكين)) للتخيير، ومعناه أنه مكرم بصنيع الملائكة وتزاحمهم عليه لصعودهم بروحه" [21].
المبحث الرابع: الثناء على أهل بيعة الرضوان:
لقد ورد في فضل أصحاب بيعة الرضوان نصوص محكمة كثيرة من القرآن والسنة النبوية من ذلك:
1 - قول الله تعالى: {هُوَ ?لَّذِى أَنزَلَ ?لسَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ ?لْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواْ إِيمَـ?ناً مَّعَ إِيمَـ?نِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأَرْضِ وَكَانَ ?للَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [الفتح:4].
قال ابن كثير: "يقول تعالى: {هُوَ ?لَّذِى أَنزَلَ ?لسَّكِينَةَ} أي: الطمأنينة قاله ابن عباس رضي الله عنهما، وعنه الرحمة، وقال قتادة: الوقار في قلوب المؤمنين وهم الصحابة رضي الله عنهم يوم الحديبية الذين استجابوا لله ولرسوله وانقادوا لحكم الله ورسوله، فلما اطمأنت قلوبهم بذلك واستقرت زادهم إيماناً مع إيمانهم، وقد استدل بها البخاري وغيره من الأئمة على تفاضل الإيمان في القلوب" [22].
2 - قال تعالى: {لّيُدْخِلَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَ?لْمُؤْمِنَـ?تِ جَنَّـ?تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَـ?رُ خَـ?لِدِينَ فِيهَا وَيُكَفّرَ عَنْهُمْ سَيّئَـ?تِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ?للَّهِ فَوْزاً عَظِيماً} [الفتح:5].
عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} [الفتح:1] قال: الحديبية، قال أصحابه: هنيئاً مرئياً فما لنا؟ فأنزل الله: {لّيُدْخِلَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَ?لْمُؤْمِنَـ?تِ جَنَّـ?تٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَـ?رُ} [23].
3 - قال تعالى: {إِنَّ ?لَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ?للَّهَ يَدُ ?للَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى? نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى? بِمَا عَـ?هَدَ عَلَيْهِ ?للَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [الفتح:10].
¥