تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال القرطبي: "والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم، وإنما قال: {وَيُطَهّرَكُمْ} لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلياً وحسناً وحسيناً كانوا فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت؛ لأن الآية فيهن، والمخاطبة لهن يدل عليه سياق الكلام" [4].

وقال الحافظ ابن كثير: "وقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ ?للَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ?لرّجْسَ أَهْلَ ?لْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً} نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ها هنا لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولاً واحداً؛ إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح ... ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ ?للَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ?لرّجْسَ أَهْلَ ?لْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً} فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: {وَ?ذْكُرْنَ مَا يُتْلَى? فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءايَـ?تِ ?للَّهِ وَ?لْحِكْمَةِ} [الأحزاب:34] " [5].

ما جاء في فضل أهل البيت عموماً وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم خصوصاً:

1 - قال تعالى: {?لنَّبِىُّ أَوْلَى? بِ?لْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْو?جُهُ أُمَّهَـ?تُهُمْ}.

قال القرطبي: "شرف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمهات المؤمنين أي: في وجوب التعظيم والمبرة والإجلال، وحرمة النكاح على الرجال، وحجبهن رضي الله عنهن بخلاف الأمهات" [6].

وقال الحافظ ابن كثير: "وقوله: {وَأَزْو?جُهُ أُمَّهَـ?تُهُمْ} أي: في الحرمة والاحترام والتوقير والإكرام والإعظام، ولكن لا تجوز الخلوة بهن، ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع" [7].

2 - قال تعالى: {ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ قُل لأزْو?جِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ?لْحَيَو?ةَ ?لدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتّعْكُنَّ وَأُسَرّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ وَ?لدَّارَ ?لآخِرَةَ فَإِنَّ ?للَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَـ?تِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب:28، 29].

هذا أمر من الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن يخير نساءه بين أن يفارقهن فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا وزينتها، وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال ولهن عند الله تعالى في ذلك الثواب الجزيل، فاخترن رضي الله عنهن وأرضاهن: الله ورسوله والدار الآخرة، فجمع الله تعالى لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة [8].

3 - قال تعالى: {ي?نِسَاء ?لنَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ ?لنّسَاء إِنِ ?تَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِ?لْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ?لَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} [الأحزاب:32].

قال حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في بيان معنى الآية: ({ي?نِسَاء ?لنَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ ?لنّسَاء} يريد ليس قدركن عندي مثل قدر غيركن من النساء الصالحات، أنتن أكرم علي وثوابكن أعظم لدي) [9].

4 - قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: ((وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)) [10].

[1] انظر: مقاييس اللغة (1/ 150).

[2] المفردات في غريب القرآن (ص 29).

[3] لسان العرب (11/ 29 - 30).

[4] الجامع لأحكام القرآن (14/ 183).

[5] تفسير القرآن العظيم (5/ 452 - 458).

[6] الجامع لأحكام القرآن (14/ 123).

[7] تفسير القرآن العظيم (5/ 425).

[8] تفسير القرآن العظيم (5/ 447).

[9] انظر: تفسير البغوي على حاشية الخازن (5/ 212).

[10] أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب: فضائل علي بن أبي طالب (2408).

الفصل التاسع: عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

المبحث الأول: وجوب محبتهم رضي الله عنهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير