تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لأنه عندما جاء فرغ قلبه و فتح اذنه على لون معين هو يحتاج اليه، لذلك نحن ننكر أشد الانكار الذين يجعلون ملاعب لتنس الطاولة فى الدور الارضي للمساجد و يتصور الغافل أن الذين يلعبون فى النوادي هكذا يلعبون بالمسجد فإذا اذن للصلاة يترك اللعب و يذهب للصلاة فنكون هذكا قد كسبنا هذا الشاب ... ولا يدري الأثرالسلبى لهذا الفعل. . . فالولد الذي يريد اللعب يقول " هيا بنا لنلعب بمسجد ابن تيمية " و أغلب هؤلاء ان لم يكن هناك رقيب يستمرون باللعب بعد الاذان فصار المسجد ملعبا و هذا نفسيا له اثر سلبى أن يذهب بهاء المسجد و حشمته و تأثيره على الناس.

فالقلب فى حال الموعظة له شأن و بعد الموعظة له شأن آخر بسبب تفتت عزمه.

والسبب الثانى الذي وضع ابن الجوزي يده عليه قال:

و الثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا، و أنصت بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها، وكيف يصح أن يكون كما كان؟.

إذا قوة القلب و ضعف القلب مرهونه بملابسة العلة للقلب، و انا أوضح حال القلب حتى تتمكن من ازالة العلة بعد وقت سماع الموعظة:

هذا القلب نشبه بالقصر، و هذا القصر له فناء و هذا الفناء أكثر عرضة للإتساخ و احتماع الاتربة من القصر.

فالصدر هو فناء القلب، فأي شيطان غير مدرب ألقى سهما على القلب و القلب موصد انما يقع السهم فى فناء القلب، فالصدر هو مجمع الأفات فلذلك قال الله تبارك و تعالى: " قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس فى صدور الناس، من الجنة والناس " فالوسوسة أول ما تقع تقع فى فناء القلب، فإذا تصورنا عاصفة ترابية هبت سوف تردم فناء القصر، فلو كان ساكن هذا القصر قد تدارك الأمر و أغلق النوافذ و الأبواب و الفتحات يكون التراب داخل القصر قليل، لكن اذا ترك النوافذ و الابواب مفتوحة سيدخل إلى داخل القصر بقدر النافذة.

و اذا كان صاحب القصر يحب النظافة فإنه يجمع عمل القر جميعا بعد انتهاء العاصفة لتنظيف و كنس الفناء أما اذا كان رجلا مهملا روث القصر و لم يبنه و لم يعانى عليه يترك الفناء بلا نظافة فإذا جاءت عاصفة تلو عاصفة تلو أخري فلا تصلح المكانس حين أذن لأن التراب تكدس.

فإذا اراد ان ينظف هذا التراب يحتج إلى مجهود كبير. . . كذلك القلب.

الشيطان يغير على القلب، صاحب القلب الواعى يعرف مداخل الشيطان، أول ما تنتهى العاصفة مباشرة يكنس و ينظف، فيسهل عليه و هذا حال اللذين أمنوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.

فالقلب حين اذن يحتاج لعناية بالغة و أول درجات العناية أن تهتم بفناء القلب.

كل الوساوس و الخواطر السيئة التى يلقيها الشيطان على القلب تكنسها أول بأول فتكون هكذا قد حميت قلبك.

و الشيطان كعدو لنا يستخدم ما يستخدمه اعداؤنا فى الدنيا، ففى الحروب الجيوش اذا ارادت ان تزحف تثير الدخان الكثيف و تزحف من تحت الدخان حتى لا تري. . كذلك الشيطان يزحف تحت الدخان!! فما هو دخان الشيطان؟؟ الشبهات.

تعرض لك شبة، تهمل فى سؤال أهل العلم، فيحدث عندك جرأة. بل قد تستشير من تعلم سلفا أنه غير مؤتمن أو جاهل فيقول لك: " ربنا رب قلوب "، " المهم القلب " و يتكرر هذا الأمر كثيرا حتى يتجرأ على المشي فى منطقة الشبهات و هذه الجرأة توصله تلقائيا لمنطقة المحرمات و اذا ضربنا المثل بثلاث مناطق: منطقة الحلال و منطقة الحرام ومنطقة الشبهات فالانسان الذي فى منطقة الحلال يستحيل عليه دائما الوصول الى منطقة الحرام ذلك لأن الذي بينه و بين منطقة الحرام منطقة الشبهات و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث ابن نعمان: " حلال بين و حرام بين بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ". اما الذي يصل إلى منطقة الحرام هو الذي فى منطقة الشبهات يسير فيها حتى يصل الى الجدار الذي بين الشبة والحرام، ثم مع اي ضيعف يصل إلى منطقة الحرام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير