تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اذا عندما يلقى عليك الشيطان شبهات كثيرة – و يعرف هذا المعنى الذي امتحنه الله تبارك وتعالى بالوسواس القهري - و الوسواس القهري حالة لا ارادية تهجم على القلب، لا يستطيع المرء لها دفعا الا بصعوبة بالغة، و أغلبها يبدأ صغير ثم يكبر، حتى يصل إلى الشك فى ذات الله، و أنا ما جاءنى رجل ابتلى بهذا الوسواس القهري الا و هو يك فى ذات الله، ويسمع شتائم الله عز وجل فى صدره من أقبح ما أنت سامع أقلها هو الكفر المجرد، وهو يموت و يذبل لماذا؟؟ لأنه يخشي أن يموت على الكفر، يسمع الأذان سب، يسمع القرآن سب لله عز وجل و هو اذا سمع الكلام ينتفض من الخوف و الفزع ان ينشرح قلبه لهذا فيموت على الكفر. هذه الحالة سببها الإهمال لأنه وجد الوسواس الخناس قديما فسكت، و لم يهتم، و ظن أن المسألة مسألة مؤقته حتى استفحل أمره فبعدما كان ساكن خارج فناء القلب سكن فى فناء القلب ثم دخل القلب.

فكلام ابن الجوزي هنا أن حياة القلب بقدر ازاحة العلة عنه، و العلل كلها قادمة من وسوسة الشيطان، و من رحمة الله تبارك وتعالى أنه وصف الشيطان بأنه خناس أي (اذا ذكرت الله تبارك وتعالى خنس و ضعف و صغر وحقر حتى يصير كالذبابة) كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، و ابن الجوزي هنا وضع سببين و هناك اسباب كثيرة ذكرها فى ثنايا هذا الكتاب مفرقة فيما يتعلق بمرض القلب، يقول ابن الجوزي:

و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر - أى أثر الموعظة - فمنهم من يعزم بلا تردد، و يمضي من غير التفات – يعنى يسمع الموعظة كل همه ان يترجم هذه الموعظة واقع فمثلا سمع كلام فى الأمانة فعقد العزم على أن يكون أمينا فى الحال، خرج إلى الحياة ليكون أمينا، وقاطع رحمه خاصة أباه و أمه و إخوته فسمع كلا الله و رسوله فى مسألة الوصال و ترك معاقبة الجانى و التجاوز عن المسيء فعزم بلا تردد ان يخرج من المسجد الى الذي تصارم معه ليصل حبله. . . ما أعطي نفسه فرصة يفكر و يتذكر الأسي و لا المواقف الشائنة التى فعلها فلان وفلان لأنها تصده وهذه ايضا من العلل التى ينبغى أن تزاح، أهل اليقظة يزيحون العلة ثم يمضون بلا تردد وبلا التفات - فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا – وركب الطبع يعنى مثلا انت اذا تخاصمت مع أحد و نحاول أن نلين قلبك تقول: أصل أنا عصبي. . . هكذا وضعت عقبة بيننا و بينك، كأننا نطرق على الحديد البارد، فلا تركب جواد الطبع فإن جواد الطبع يسير مع ركب الشيطان، وعمربن الخطاب رضي الله عنه كان من أشد الناس و كان من أصلبهم فى الجاهلية و كان من أكثر الناس بكاء فى الاسلام، رق طبعه لأنه استسلم للشرع و هذا هو الفرق ما بين أهل الالتزام على الحقيقة وأهل الجهل حتى و لو تزيوا بزي الالتزام، وهذه آفة نعانى منها كثيرا و خصوصا فى وسط اخواننا الذين يحسبون على هذا التيار، رجل متسنن أعفى لحيته، قصر قميصه يحضر الصلاة فى الجماعات، سيماه سيمة أهل التدين والالتزام كثير منهم يركب جواد الطبع، مع أن المفترض أن يكون أسيرا فى يد الشريعة، هى التى توجهه و تأمره و تنهاه، و يعرف قد العبد و التزامه بهذه الخصيصة، فلا تقل: " أنا طبعى كده " " أنا جبلت على هذا " لأن الله عز وجل أرسل رسوله صلى الله عليه و سلم ليحملك على مكارم الأخلاق حتى و لو كانت خلاف الطبع. . . هذا هو كلام ابن الجوزي. . لو توقف قليلا و فكر لركب جواد الطبع و لرجع القهقرا.

اذا المطلوب منك: سمعت الموعظة، اعقد العزم الأن بلا تردد و المضي بلا التفات الى غايتك التى أمرك الشرع أن تصل اليها. . . لا تفكر تصل إلى هناك، حتى لو قبلت رأس خصمك حتى لو كان هو المخطئ، قال صلى الله عليه و سلم: " ليس الواصل بالمكافئ و لكن الواصل من اذا انقطعت رحمه وصلها " معنى الحديث: ليس الواصل أي الذي يكتب واصلا عند الله ليس هو المكافئ أي الذي يكافئ زيارتك بزيارته فى مقابلها، يقابل هديتك بهديته فى مقابلها، ليس هذا هو الواصل عند الله، فإن جواد الطبع يرشح لك هذا الفعل، رجل أعطاك هدية اذا أنت اذا ذهبت إليه تصطحب معك هدية و ان لم تكن معك هدية تؤخر الزيارة، جواد يرشح لك هذا الفعل، احسان فى مقابل إحسان، لكن الشريعة تخالف جواد الطبع هنا، ليس الواصل المكتوب واصلا عند الله هو الذي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير