تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يكافئ و لكن الواصل عند الله من اذا انقطعت رحمه وصلها، هذا هو الذي يكتب عند الله واصلا. . . لماذا؟ لأنه سبح ضد تيار الطبع، فلا تركب جواد الطبع فإن جواد الطبع يسير مع ركب الشيطان غالبا.

يقول ابن الجوزي:

فمنهم من يعزم بلا تردد، و يمضي من غير التفات، كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة!

سوف ننظر فى حديث حنظلة إلى جواد الطبع كيف هو؟ حديث حنظلة رواه مسلم فى كتاب التوبة و رواه الترمذي و ابن ماجة و أحمد وغيرهم من حديث أبي عثمان النهدي، عن حنظلة الأسيدي أنه لقي أبو بكر الصديق فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة! قال، قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:، يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين - (أي عندما يكلمنا على النار كأننا ننظر إلى النار حقيقة و اذا كلمنا عن الجنة فكأنما فتح باب الجنة أمامنا ننظر إلى ما وعد الله عز وجل عباده و رسوله صلى الله عليه و سلم فترق القلوب و تذرف العيون و يكون كل التطلع للآخرة و كل الخوف من النار) -، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرا (و فى روايات أخري: و ضحكنا مع الأولاد و النساء و نسينا كثيرا مما سمعنا) ومع هذا التباين بكاء شديد مع النبى صلى الله عليه و سلم ثم ضحك وصف حنظلة نفسه بالنفاق، قال أبو بكر: فو الله! إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم:، قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه (أي لا تقل ذلك) و ما ذاك؟، قلت: يا رسول الله! نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده! إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن، يا حنظلة! ساعة وساعة. ثلاث مرات. أي ألهوا ساعة و اذكر ساعة، فالنبى صلى الله عليه وسلم يبين لحنظلة ان الله تبارك وتعالى لما خلق الإنسان ركب فيه هذه الآية، هذا التباين من تمام خلق النفس، جواد الطبع ابعد حنظلة عن تأثير الذكر، جواد الطبع الذي قال فيه (عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات)، هذا جواد الطبع، حب الابن حب طبع، تحب امرأتك لجمالها ووفائها و خلقها و ما ركبه الله عز وجل من ميل الرجل إلى المرأة و ميل المرأة إلى الرجل، والضيعات هى الأملاك ومحبة الانسان للمال معروفة كما قال صلى الله عليه وسلم: " يشيب ابن آدم و قلبه شاب فى حب إثنين حب المال وحب البقاء " اذا هذا جواد الطبع فيبعد عن تأثير الذكر و قد رخص النبي صلى الله عليه و سلم ان يلاعب امرأته و ان يلاعب ابنه، ان يهتم بماله و أنه لا حرج عليه بشرط ألا يستغرق عمره كله فى مثل هذا. . .

و بكل أسف فهموا (ساعة وساعة) على هواهم، وما دري هؤلاء الجهلة أن ساعة القلب لا تكون إلا بذكر الرب، حياة القلب إنما هى بذكر الله عز وجل طمأنينة و راحة بال، هذا لا يكون إلا بذكر الله، فهذا الأحمق لما قال ساعة لقلبك فكأن ذكر الله عز وجل يهيج القلب و يتعبه لذلك هو سيدخل فى اللهو الباطل ساعة وساعة لله مع أن الله تبارك وتعالى يقول: " الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " هذا خلاصة الطب النفسي كله، قرأت احصائيات تقول أن 20 % من الشعب المصري مستعدون للإصابة بالاكتئاب و عيادات الاطباء النفسين مزدحمة، و كذلك المشعوذين. . . وما سبب كا هذا؟ سببه الخوف من عدو مجهول خائف من الغد، خائف لا يدري من ماذا!! معه أموال تكفيه أربع سنوات مثلا فيخاف من السنة الخامسة، لا يستمتع بالاربعة سنوات، خائف دائما من الفقر، قال تعالى " الشيطان يعدكم الفقر " ينفث دائما فى قلب العبد و اذنه فيظل خائفا و يضيع عمره، و لو انه جعل قلبه لله لكان كما قال صلى الله عليه وسلم: " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا " أي تذهب و لا يوجد فى معدتها أي طعام و تعود مليئة معدتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير