تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اذا لو افترضنا أنه أذا أمر بالأمر ونفذ و كنت قد افترضت له أجرا فى الشهر (كذا) فلو طالبك بزيادة على هذا الأجر نظير أنه يمتثل لما يؤمر به لقلت له: أنا أعطيك الأجر لتفعل هذا. أجرك على قدر هذا الفعل.

إنما لو كان العبد " الخادم " ذكيا فصار يفعل ما تحب من غير أن تأمره، لو طلب زيادة لأعطاه.

اذا يبلغ العبد رضوان الله بفعل النافلة و لأن النافلة واسعة جدا ما يبحر فيها إلا قلائل ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فى الحديث المتفق عليه: " ما أمرتكم به من شيء فأتوا منه ماستطعتم وما نهيتكم عن شيء فانتهوا " و لم يقل انتهوا مستطعتم. لأن النهي فى مكنة العبد أن يفعله. أنما بعض الأوامر لا تستطيع أن تفعلها و هى الأوامر التى أمرت بها على سبيل الندب و الإستحباب، فشريعتنا كلها سمحة. هذا التعقيد الذى يعانيه بعض الناس بسبب إنحرافهم. و إلا فاليسر كل اليسر فى اتباع أمر النبى صلى الله عليه وسلم، هذا هو اليسر.

إذا أردت اليسر فاتبع. إلزم.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم فى كل أمره يلتزم الرفق و اليسر، حتى لما أمر ابن عباس أن يلقط له حصيات رمى الجمرات فى منى قال له: " القط لى مثل حصى الخزف و إياكم و الغلو فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم فى دينهم ".

تأمل هذا الأمر! ما أجمله، قال لابن عباس القط لى مثل حصى الخزف و حصى الخزف مثل حبه الفول، وأصل الخزف أن تضع حصاة فى النبل وترميه، فأنت إذا أردت أن ترمي تختار أقل الحصيات، و ليس طوبه كبيرة. . . هذا من الغلو، إذ " القط لى مثل حصى الخزف و إياكم و الغلو " تعنى أن لا تنتقى حصاة أكبر من هذه الحصاة، لماذا؟ لأنه إذا غلا فى حصاة غلا فى أمر آخر و هكذا الغلو .. و أكبر آفات الغلو أن ينظر الغالى إلى الناس من مكان عالٍ، يراهم أقل منه، يحتقرهم، يزدريهم. لذلك لا يغلو عبد إلا يخرج من الهدى الصالح فى آخر الأمر.

جماعة التكفير و الهجرة ما هى الآفة عندهم؟ يري أنه مسلم و الكل كافر. هل توجد تزكية للنفس أكثر من هذا؟ مع أنهم كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " فيهم من الظلم و الغلو أضعاف أضعاف الذين يكفرونهم. يري أنه هو المسلم الوحيد و كل الذي يرونه كفرة. انظر إليه يخرج من دينه فى النهاية، و أسوتهم فى ذلك جدهم الأعلى (ذو الخويصرة) الذي جاء إلى النبي صلى اللهعليه وسلم كما فى الصحيحين وقال: " يا محمد إعدل فإنك لم تعدل " قال: ويحك! ومن أحق أهل الأرض أن يعدل إذا لم أعدل أنا، خبت و خسرت إذا لم أعدل " ثم تولى الرجل، فقال عمر دعنى أقتله يا رسول الله، قال دعه فإن له أصحابا – تأملوا أيها الأخوة فى الكلام القادم – أو قال: يخرج من ضئضيء هذا (أي الخصية) يعنى يخرج من نسله أقواما يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم و صيامه إلى صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ". يقول لمن؟ يخاطب من؟ أبا بكر وعمر و يخاطب على و يخاطب عثمان، يخاطب السادة العباد، يقول: أيها العباد! إنه يخرج من أصل هذا رجال يعبدون الله أكثر مما تعبدون، يصلون أكثر مما تصلون، يصومون أكثر مما تصومون، يقرأون القرآن أكثر منكم، أكثر من أبى بكر وعمر!! أي نعم أكثر من أبى بكر وعمر ز مع أن الصحابةة كانوا على الغاية القصوي من العبادة و مع ذلك يخرج من أصل هذا أقوام أكثر جدا فى الصلاة والزكاة و القراءة من هؤلاء الصحابة الأخيار! فهل نفعتهم هذه الصلاة؟ نفعهم كثرة الصيام؟ نفعهم ظمأ الهاجر؟ نفعهم قراءة القرآن؟ أبداً

قال عليه الصلاة والسلام:" يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية " أرجو أن تلاحظ هذا التشبيه، سهم يخرج بهذه القوة كم تكون سرعته؟ ليته إذ خرج من دينه خرج الهوينه، يمشي على مهل، إنما هو يخرج من دينه بأقصى سرعة، فأين صلاته و اين صيامه و اين قراءة القرآن؟ أين راحت؟ مع أن المفروض أن أمثال هذه العبادة تثبت العبد على دين الله، لكن ما نفعتهم.

ما نغعتهم لماذا؟ بسبب الغلو الذي أخرجهم من الدين كما يخرج السهم من الرمية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير