تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

انظر اليه لما ذهب الثلاثة إلى بيوت النبى عليه الصلاة والسلام يسألون عن عبادته، لما سَمِعوا عبادة الرسول عليه الصلاة والسلام كأنهم تقَّالوها فقالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه – ماذا يعنى هذا الكلام – يعنى: أن هذا رسول الله عبد أو لم يعبد، جَدَّ أو لم يجِد مغفورٌ له، ماذا يريدون؟ يريدون الغلو، لما تقالوا عبادة النبى عليه الصلاة والسلام قالوا: لن ننجو إلا إذا أخذنا على بعضنا مواثيق، فقال أحدهم:أما أنا فأصلى ولا أنام، وقال الآخر: أنا اصوم ولا أفطر، والآخر قال: أنا لا أتزوج النساء.لماذا قلتم هذا؟ قال: لا يستقيم أن نصل للجنة إلاَّ بهذا الجد، جِدٌ على غير طريق الرسول صلى الله عليه وسلم؟! أنَّى ذلك!! وعندما علِم النبى صلى الله عليه وسلم رَاعَه الأمر ونادى المسلمين جميعاً وقال: " ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا، أما إنى أتقاكم لله وأشدكم له خشية .. " كيف يخطر ببالك أن تقلل عبادة رسولك؟! ما هو الأمر بكثرة القيام، إنما الأمر بالإخلاص، لذلك الله تبارك وتعالى يزن الناس بالقلوب، رُبَّ صائم لا يأخذ من صيامه إلاَّ الجوع والعطش، ورُبَّ قائم لا يأخذ من قيامه إلا النَّصّب، فنهاهم عن ذلك.

وانظر إلى أثر التشديد فى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه، الذى رواه الشيخان وأحمد قال: - والسياق لأحمد – " قال زوجني أبي امرأة من قريش فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة فجاء عمرو بن العاص إلى كنته حتى دخل عليها فقال لها كيف وجدت بعلك قالت خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفا ولم يعرف لنا فراشا فأقبل علي فعذمني وعضني بلسانه فقال أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها وفعلت وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى اللهم عليه وسلم فشكاني فأرسل إلي النبي صلى اللهم عليه وسلم فأتيته فقال لي أتصوم النهار قلت نعم قال وتقوم الليل قلت نعم قال لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني، قال اقرإ القرآن في كل شهر قلت إني أجدني أقوى من ذلك قال فاقرأه في كل عشرة أيام قلت إني أجدني أقوى من ذلك قال أحدهما إما حصين وإما مغيرة قال فاقرأه في كل ثلاث قال ثم قال صم في كل شهر ثلاثة أيام قلت إني أقوى من ذلك قال فلم يزل يرفعني حتى قال صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صيام أخي داود وكان عبد الله بن عمرو حيث ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض ليتقوى بذلك ثم يفطر بعد تلك الأيام قال وكان يقرأ في كل حزبه كذلك يزيد أحيانا وينقص أحيانا غير أنه يوفي العدد إما في سبع وإما في ثلاث قال ثم كان يقول بعد ذلك لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أحب إلي مما عدل به أو عدل لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره.

أرأيتم أثر الغلو. . . لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، فإن المنبث لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى " أي هذا الذي يركب الركوبه و هو على عجل فأخذ يضربها حتى تسرع فقتلها فلا هو وصل سريعا و لا أبقى على دابته. و هكذا الغالى يظل بغلوه حتى يخرج من الهدي الصالح.

و فى الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: " أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ ".

و قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا رَجُلًا سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ وَنَقَّرَ عَنْهُ حَتَّى أُنْزِلَ فِي ذَلِكَ الشَّيْءِ تَحْرِيمٌ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ ".

كل ذلك بسبب الغلو

ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 08 - 05, 09:38 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير