بارك الله فيك اخىأبو تراب
ما ابحث عنه ايضا هو ايجاد شخص متفرغ او لديه الوقت للقيام بهذا فى مقابل مادى
ـ[أبو تراب]ــــــــ[29 - 08 - 05, 09:39 م]ـ
الغربة والتمكين
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله. (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)، (يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا)، (يا ايها الذين اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
اما بعد
فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فسورة القصص سورة مكية جميعها خلا آيتيين تنازع فيهما اهل العلم ولكن الطابع لهذه السورة يدور حول ذكر الاستضعاف وحول اخذ اسباب القوى ونحن في اشد الحاجة الى طرق هذا الموضوع لا سيما وقد صرنا الان في مفترق الطرق وكثير من الناس لا يدري اين يقف بعدما حدث تغريب عام شامل.
وصف الغربة وصف لازم للاستضعاف، الاستضعاف والغربة قرينان قال الله عزوجل) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ، وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ (.
التمكين يحتاج الى التفكير في هذا الموضوع من وقت الرضاعة، هذه الاجيال المنهزمة التي لا تستطيع ان تجد لها الان موضعا على وجه الارض السبب قديم، من اراد ان يُمَكِنَ له في الارض فليبدأ بتربية ولده من وقت وضع النطفة.
ذكر الله عز وجل انه يريد ان يمن على بني اسرائيل ويرفع هذا الاستضعاف ويمكن، فاوحينا الى ام موسى ان ارضعيه هذا هو بداية التمكين لبني اسرائيل.
((ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم إنه كان من المفسدين)) هذا هو الوضع العام، الناس شيع واحزاب ومستضعفون لا يملكون لسانا ولا يدًا مع فرعون. فالغربة والاستضعاف قرينان لا ينفك احدهما عن الاخر وانما ساق الله عز وجل هذه القصة للنبي عليه الصلاة والسلام ليقول له انما كما مكنا لموسى ومكنا لبني اسرائيل فختم السورة وذكر في آخرها قوله تبارك وتعالى (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد) مثلما مكن لموسى وقومه وَفَردَ له.
وهذه السورة الوحيدة التي تعرضت الى ميلاد موسى عليه السلام، قصة موسى ذكرت كثيرا في القرآن لكن ما عرفناه الا من بدأ رسالته الى فرعون فتطرقت هذه السورة الى ذكر ميلاد موسى، ما احلم الله عز وجل لو اراد ان ياخذ فرعون لاخذه ولكن ربى له رضيعا، ما احلمه على عباده ولو كان الله عز وجل يعجل كعجل احدنا ما ابقى على ظهرها من دابة.
فقه هذا الامر ضروري ان تعرف انك غريب يعني مستضعفا ومستضعف يعني غريب.
ان رجوع الجيش المنهزم رجوعا صحيحا وانسحابه انسحابا صحيحا يُعد بابا من ابواب الانتصار حتى ولو لم يحرز تقدماً ولكن يكفي ان يرجع بلا خسائر جسيمة فلا مانع فالمسالة كلها مناورات اذا وجدت فرصة تقدم ولاتندم ولا تحزن اذا رجعت اضعاف ما تقدمت، المهم ان تكون كما امرك الله عز وجل (فاستقم كما امرت) لايضرك ان ترجع مئة خطوة الى الوراء طالما انك مستقيم على الامر فان الله عز وجل اذا اراد ان يُمكن للمسلمين مكَنَ لهم قبل طرفة عين، لكن لابد من وضع الكلام في مكانه الصحيح والفعل في مكانه الصحيح مسالة التقدم والتاخر هذه مسالة ترجع الى الظرف الذي نعيشه.
¥