تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ان سليمان (عليه السلام) لما استعرض الخيل وكان يعده لجهاد في سبيل الله، كما قال الله (عز وجل) (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه اواب اذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد)، أي (الخيل الممتازة) فظل يتفقد الخيل حتى راحت عنه صلاة العصر، فقال اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب يعني بالشمس غربت ردوها علي، هذه الخيول التي الهتا عن ذكر الله عز وجل فطفق مسحاً بالسوق والاعناق عقرها جميعا قتلها كلها، لماذا؟ اني احببت حب الخير عن ذكر ربي، فربنا سبحانة وتعالى زكّاه، فقال في اول الكلام (نعم العبد)، ان العبد الذي يحقق معنى العبودية إذا حصل المفاضلة بين الله وبين غيره ينحاز الى جنب الله هذا هو العبد المزكى الذي يقال فيه نعم العبد، اذا عرضت هذه المفاضلة لا يتردد لا مجال للتردد، - إما ان تحلق لحيتك واما ننقلك او نرفدك يقول لا احلق لحيتي –.

أ ليس هذه الصورة منتشرة ويخدع الانسان نفسه، يكون مثلا مدرس في مدرسة،يقول انا لا أريد أن اترك الدرس، حيث انا لي رسالة وتلاميذ ونقدر ان ننشر الدعوة.

ايها المتوهم الحصة اربعين دقيقة والمنهج يحتاج اربعين دقيقة بجانب الاربعين، فلو كان المدرس ملتزما ومتمسكا بدينه واراد ان يظهر الشعار يبتدا الحصة بـ (بسم الله، والصلاة والسلام على الرسول الله نستفتح بالذي هو خير ربنا افتح لنا بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين) ويبدو هكذا ملتزما،لا تستطيع ان نقول شيئا في الحصة، من الطلبة جواسيس ومن الطالبات جواسيس.

الذي يريد ان ينشر الدعوة انا اريد ان اقول لكم رجل يسكن في عمارة مؤلفة من خمس طوابق في كل طابق شقتان، عشر شقق سنك كم سنة يقولك سني ثلاثين سنة،ثلاثون عاما ولم يلتزم واحدُ من العمارة على يديك، لو الانسان واعي ويحمل هذه الدعوة حملاً حقيقياً لبدأ يعمل في إطار العمارة هذه دنياك لا تتعدى العمارة ولا نكلفك غيرها، وهم يعرفونك ويعرفون انك ابن مين، انت ستغني عن تعريف نفسك للناس،بعض الناس لا يلقي بقلبه وبسمعه لبعض الدعاة يقول حتى اعرف هل هو متطرف ام لا؟ اهو معتدل ام لا.فين وفين سنة وسنتين وثلاثة حتى ما يحبك ويثق في معلوماتك، يبتدأ يعطيه قلبه لا انت رجل تسكن في عمارة وهم يعرفونك، اين جهدك؟ اذا كنت تريد فعلا وكنت صادقا في دعوة عدم ترك التدربس.

في الدعوة لله، الدعوة مجالها واسع جداً، فلماذا تقول: لا، انا احلق لحيتي واظل مدرساً لمصلحة الدعوة فإنه ليس من مصلحة الدعوة ان تكون من المخالفين لها، هذه ليست من مصلحة الدعوة، فإذا عرضت لهذه المفاضلة افعل كما فعل سليمان (عليه السلام) (اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي) لذلك زكّاه الله (عزوجل) ونعته بالعبد، العبودية اشرف نعت له ان يقال انت عبد او يقول الله عزوجل "يا عبادي"، فذكر عباده،ولو كان هناك وصف اشرف من العبودية لوصفه به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما اسرى به،قال (سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً) فوصفه بهذا الشرف فتحقيق العبودية يقتضي الانحياز الى جنب الله عزوجل عند أي مفاضلة لا تتردد في هذا الانحياز فان الله ناصرُ من التجئ اليه كما قال عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)

اقول له الحمد الحسن والثناء الجميل واشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له. يقول الحق وهو يهدي السبيل واشهد ان محمد عبده ورسوله. صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

قال الله عزوجل (ونريد ان نَمُن) الارادة في هذه الآية هي الإرادة الشرعية التي باعثها محبة الله عزوجل ورضاه عن العبد وهذا هو الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية.

الإرادة الكونية هي إرادة القهر والغلبة وهي تشمل كل الخلق (إنما قولنا لشئ اذا اردناه ان نقول له كن فيكون) هذه الإرادة الكونية (والله غالب على امره) هذه الإرادة الكونية التي لا يجاوزها بر ولا فاجر إرادة القهر والغلبة وإن الله يفعل ما يريد ويقهر من يريد ولكن الإرادة الشرعية خاصة بالمؤمنين (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم وينوب عليكم والله عليم حكيم) (والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلاً عظيماً) (يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفاً)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير