تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنا لا أهون من شان عدوى فإنه ليس من الأمانة أيضا أن نتغافل عن مواقع القوة عنده طالما أننا نضع تقرير أمين لهذه الأمة حتى تستفيد وحتى لا يدركها روح الهزيمة، كثير منا مهزوم فى مكانه وقبل أن يتحرك بسبب الخونة الذين فى الإعلام بكل صوره، الإعلام المرئى والإعلام المقروء والأعلام المسموع، كل هؤلاء خونة وسيلقون الله خونة يحاسبهم اشد الحساب عن هذه الصورة المكذوبة التى وضعوها عن هذا الشعب الامريكى.

المعروف أن الأمم لا تتقدم بناطحات السحاب ولا تتقدم بالقوة العسكرية المحضة، إنما ترتقى الأمم بالأخلاق – ما قيمة أن تؤسس مصنعا وتجعل على الماكينة رجل خائن أو رجل مغفل أو رجل لا يدرى شيئا – سيفسد الماكينة أكيد – قال لى صاحبى بالأمس فقط ونحن ذاهبين إلى السوق – الاسواق هناك ضخمة جدا فيها كل شئ تدخل تشترى لا أحد معك لا أحد يشترى لك أنت تنتقى ثم تذهب الى البوابات هناك للأفراد الذين يحاسبون على المشتروات – فتحاسب أنت على ما اشتريت – فقال لى محدثى شوف يا اخى المجتمع الامريكى لا أحد يسرق شيئا – ممكن اى إنسان يأخذ اى شئ فى جيبه لكن لا أحد يسرق شئ إنما هذا الكلام اذا كان عندنا كانوا سرقوه، قلت يا اخى هذا المجتمع ليس فيه أمانة، هؤلاء هم الذين سنوا جرائم القتل، وهؤلاء يقابلك الواحد يقتلك لاجل دولار واحد، هذا الذى يتزوج الحمير والبقر والغنم ما هى أمانته؟؟؟

وهؤلاء يعلمون أن هذا المجتمع قذر – هناك دوائر تليفزيونية فى كل مكان – يعنى أنت إذا وضعت شيئا فى جيبك هناك دوائر تليفزيونية وهناك رجل مراقب ينظر من خلال هذه الدوار الى هؤلاء اللصوص المنتشرين فى كل مكان وأيضا على البوابات أجهزة حساسة دقيقة وضعوها خصيصا لاجل هذه السرقات، المهم هو كان قد اشترى ساعة وبعض أشياء وضعها فى شنطة بلاستيك ولنا صاحب هو الذى يتولى التفاهم مع الرجل الذى يحاسب على المشتروات – وصاحبى هذا عندما خرج نسى أن يضع الكيس فى سيارة المشتريات وعندا مر انطلقت الصفارة وفى الحال جاء شرطى وقال له أين ورقة الحساب؟؟؟؟

فاعتذر وقال له انه نسى فقال له ادخل وضع الكيس.

ثم ياتى هؤلاء المغفلون ويقولون هذا المجتمع أمين ليس فيه خونة ولا لصوص ولا سارقون بدليل الأسواق وهذا الكلام – ولكن لا أحد يذكر أبدا الدوائر التليفزيونية ولا يذكر أبدا انهم احتاطوا مائة بالمائة ضد هؤلاء اللصوص – مجتمع كله خونة لصوص،

هذا المجتمع كما قلت لكم متماسك ليس لانه يحمل أسباب الحياة فى ذاته لكن لأننا ضعاف – مثل الفتوة الذى يعيش على سمعته – وهم ملوك دعاية يعنى يصل الأمر إلى أن يقنعك بان هذه الاسطوانة من ذهب وأنت تقتنع بالرغم من انك رجل عاقل ومتأكد مائة بالمائة أن هذه خرسانة وليست ذهب بسبب الدعايات، هذه الدعايات لا يضل بها غيرنا، نحن الذين نضل بها لكن المجتمع الامريكى نفسه لا.

فى الإحصائية التى ذكرتها لكم قبل ذلك عن تحريم الخمر – عندما ارادت الحكومة الأمريكية عام 1930 ان تحرم الخمر – استعانت بكل طاقة وموهبة فى المجتمع الامريكى بأساتذة الإعلام والاجتماع والفلسفة وعلم النفس والاقتصاد والسياسة ورجال الدين، كل واحد من هؤلاء تكلم من منظور علمه على مضار الخمر وانفقوا أموال طائلة – خمسة وستون مليون دولار على الدعاية – و عشرة مليون دولار على مكاتب إدارية لمتابعة العمل، وكتبوا تسعة مليار ورقة كل واحد يكتب فى مضار الخمر – وسنوا قانون تحريم الخمر عام 1930

وفى عام 1933 الغوا قانون تحريم الخمر لانهم وجدوا أن الناس ازدادوا شراهة فى الشرب وهناك خسائر بالجملة – مليار دولار مصادرة – أربعة مليار دولار غرامات – مائتان وخمسون ألف سجين وأربعمائة قتيل أو أربعمائة ألف قتيل لا أتذكر العدد الآن – وقاوم الناس اشد المقاومة وعجزوا فى النهاية أن يحرموا الخمر. . .

ـ[أبو تراب]ــــــــ[29 - 08 - 05, 09:44 م]ـ

البدعة واثرها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير