تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحمد الله تعالى وأستغفره وأن الحمد لله تعالى نحمده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فأن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة بالنار اللهم صلى على محمد وعلى آل محم فى العالمين أنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على أبراهيم وآل أبراهيم فى العالمين أنك حميد مجيد

لا فرق عند جماعة العلماء بين أخراج الحق من الدين وبين أدخال الباطل فيه لأن كلاهما بخلاف مراد الشارع فأخراج الحق من الدين يساوى أدخال الباطل فيه، نحن بمناسبة الكلام عن البدعه وعن أثرها فى تأسيس محنة المسلمين اليوم لابد أن نلقى ضوءا جلي واضحا على جيل الصحابه وكيف كانو يواجهون البدع، البدعه شيئا مخترع لا أصل له وهذه يسميها الأمام الشاطبى بالبدعه الحقيقيه شىء مخترع لا أصل له فى دين الله عز وجل كالصلاه المذكوره مثلا فى شهر رجب أو صلاة النصف من شعبان لا أصل لها فى دين الله عز وجل هذه أسمها البدعه الحقيقيه حيث لا أصل لها يمت بسبب إلى الشرع، وأنا أظن أن هذا النوع من البدع ليس بأكثر خطوره من النوع الأخر الذى يسميه أيضا الأمام الشاطبى بالبدعه الأضافيه، أخطر شىء البدعه الأضافيه محنتنا الأن هى البدعه الأضافيه، البدعه الحقيقيه من الممكن أن تنصب الدلائل على بدعتها وتستريح أما البدعه الأضافيه يدخل شياطين الأنس من أبوابها، هى أسمها أضافيه لماذا؟ لأنها من وجه تضاف إلى الشرع ومن وجه آخر تباين الشرع، هى دى مشكلتها، ومشكلتها أن لها وجه يطل على الشرع لذلك سماها العلماء بالبدعه الأضافيه لأنها أضيفت على الشرع بهتانا وزورا، ولنضرب مثل بالبدعه الأضافيه حدث فى زمان الصحابه رضوان الله عليهم وفى ضرب هذا المثل يتضح معنى البدعه الأضافيه لأن جماهير المسلمون الأن لا يعرفون البدعه الأضافيه وكما قلت هى أعظم شرا من البدعه الحقيقيه.

فى سنن الدارمى بسند صحيح عن عمرو بن سلمه قال: " كنا جلوس بباب عبد الله بن مسعود بعد صلاة الغداء، فبينما نحن جلوسا أذ جاء أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه وقال آخرج أبو عبد الرحمن قلنا: بعد، فجلس معنا فلما خرج أكتنفناه، فقال أبو موسى أبا عبد الرحمن لقد رأيت بالمسجد آنفا شيئا أنكرته ولم أرا والحمد لله إلا خيرا، فقال ماذا رأيت؟ قال أن عشنت فسوف تراه، رأيت قوما حلقاً حلقاً، أمامهم حصى يسبحون الله تعالى ويكبرونه ويحمدونه ومعهم رجلا يقول سبحو مائه فيأخذ مائة حصاه ويقول كبرو مائه فى بعض الروايات خارج الدارمى قال فرجع أبن مسعود إلى داره وتلثم ثم دخل المسجد فأذا كما وصف أبو موسى الأشعرى، حين أذن كشف أبن مسعود رضى الله عنه عن وجهه وقال: ما أسرع هلاكتكم يأمة محمد، ها هو محمد صلى الله عليه وسلم أنيته لم تكسر، ثيابه لم تبلا حتى جئتم بشىء ما فعله ولا أصحابه أنا عبد الله بن مسعود أنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا والله يأبا عبد الرحمن ما نريد إلا الخير - قولة كل مبتدع - ما نريد إلا الخير فقال كم من مريدا للخير لا يبلغه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن رجالا يقرأون القرآن لا يجواز تراقيهم وأيم الله لعل أكثركم منهم، فقال عمرو بن سلمه راوى الحديث فقد رأيت عامة هؤلاء يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج ".

وهذا مثال، الأن بعض المسلمين يحب التسبيح على هذه الصوره وهى التسبيح بالمسبحه لأنه لا فرق بين أن تسبح بهذا الحصى الفرط أو أن تلضمه بعقد والأن من المسلمين أيضا من يفتى بأستحباب التسبيح بالمسبحه، هذه كانت بدعه عند الصحابه فأنظر لتطاول الزمن كان بدعة هناك فاصبح مستحب عندنا، عبد الله بن مسعود أفقه صحابى نزل الكوفه بعد على بن أبى طالب ويشهد له الكل بذلك وكان فقيها فى دين الله عز وجل لاسيما فى كتاب الله سبحانه وتعالى، كان يقول أخذت سبعين سوره من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أعلم أن رجل عنده أى فيها ما ليس عندى تضرب أليه أكباد الأبل لفعت، لما يرى عبد الله بن مسعود رجالاً يسبحون الله على الحصى بالمسجد، هذه هى البدعه الأضافيه أنظر إلى تسبيحهم على الحصى التسبيح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير