تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليه وسلمو تسليما) فقلت له: إذن ما خلاصة الأمر؟ أقول الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله قال: لا وهذا يأخوان من فضل الله عز وجل أن هذا الرجل أختصر المسافه لأنه لو كان كابر وقال نعم أصلى كان سيجعلنى أبحث عن دليل آخر لكن من فضل الله عز وجل أنه أختصر المسافه، فقلت له لماذا لم نصلى على الرسول فى العطاس قال: لأن الرسول لم يقل هذا، قلت له: نفس جوابى هو جوابك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان يصلى صلاة التراويح هل كان يقرأ (قل هو الله أحد)؟ فسكت قليلا وقال: هذا يعنى أنا منذ ستين سنه مخطىء، وما المانع، فالصحابه رضوان الله عليهم كانو يقولون كنا ضلالاً حتى جائنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما المشكله أن أكون مخطىء فأعود للحق. فأحمد الله أنك رجعت للحق، غيرك مات وهو مخطىء فأحمد الله أن مد فى عمرك وأن سخر لك من يخبرك الحق وجعلك تقبل الحق، فمضى الرجل لا يستطيع أن يرد ولم يقتنع، وهذه المشكله البدعه يظن صاحبها المبتدع أنه دين لذلك كانت المعصيه أفضل من البدعه، الزانى أفضل من المبتدع، شارب الخمر أفضل من المبتدع، قاتل النفس أفضل من المبتدع وليس معنى أفضل بالطبع أن القتل حلال لا طبعا إنما تفاضل بالشر ككفر دون كفر وظلم دون ظلم لماذا؟ لأن أى عاصى يعلم أن المعصيه حرام وأن كابر فيها فأن علم أنها حرام يمكن أن يخرج منها يوما بالتوبه.

كنت بسنه من السنوات أخطب الجمعه بالقاهره هنا وتكلم عن الرجم الزانى المحصن أنه يحفر له حفره أذا زنى وحده أن يرجم بالحجاره حتى يموت ومضيت بالكلام وكان جزء من الخطبه وبعد ما أنهيت الخطبه والدرس وجدت رجل عمره فى نحو السبعين أو الثمانين وكان يقف أمامى وهو يرتعد فقلت هذا رجل أعصابه متعبه وأطرافه تهتز وكان كذلك ولكن لم يكن المرض العصبى الذى عنده هو السبب المباشر فقط وهذا الرجل يسكن بعيدا عن المسجد رجع لبيته ثم صار مره أخرى إلى المسجد فقابلنى وقال لى أريدك على أنفراد وقال لى أنا رجل عشت طيلة حياتى زانى وأول مره أسمع مثل هذا الكلام الذى تقوله وقال كنت أود الخروج أثناء الخطبه من المسجد كنت أحس أنك ترجمنى بالحجاره ولكن أستحييت أن أقوم من المسجد وكنت أحس أنى أرجم بالحجاره أثناء الكلام أنتهت الصلاه ما أستطعت الجلوس بالمسجد ذهبت للبيت ما أستطعت المكوث به ولم أستطع القيام ولا الأكل ولا الشرب بيتى بعيد وليس عندى سياره والمشوار مكلف بالنسبه لى رجعت لسؤال سؤال واحد هل من الممكن أن تقبل توبتى؟ هذا الرجل الذى يقترف جريمة الزنى من ثلاثون أو عشرون سنه هل كثرة الزنى جعلته يعتقد أن الزنا حلال؟ لا - يعرف أن الزنى حرام نعم يعرف أن الزنى حرام ولا يمكن لأنسان أن يعتقد فى شىء حرام أنه حلال إلا إذا كان جاهل بالمره بهذا الشىء، الرسول عليه الصلاة والسلام لما قسم الأشياء جعلها ثلاثه الحلال بين والحرام بين، فالحلال المحض بين لا يحتاج إلى برهان، والحرام المحض بين وقد قال بعض العلماء كيف لايفطر الأنسان على معرفة الحلال المحض من الحرام المحض وقد فطر الله الحيوانات على معرفة ذلك، وضرب المثل الذى نعرفه جميعا أنك إذا أعطيت القط قطعة لحم أكلها جنبك أما أذا خطفها يولى مسرعا، فلماذا يولى إذا خطفها؟ لأنه سارق أما إذا أعطيتها له يأكلها بجوارك لأنك أعطيتها له من الحلال فالأنسان الذى أعطاه الله زينة العقل لا يعرف الحلال المحض لا يعرفه ولكن يكابر.

والبدعه أحب إلى أبليس من المعصيه قال بذلك علمائنا قال بها سفيان الثورى وغيره من العلماء البدعه أحب إلى أبليس من المعصيه لأن البدعه لا يتاب منها أما المعصيه يتاب منها، ومن أظهرالدلائل على أن أبليس لا يقترف بالمعصيه، حديث جابر الذى رواه الأمام مسلم فى صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن أبليس يضع عرشه على الماء. . " ومعنى يضع عرشه على الماء هو الكرسى ويجلس عليه ويرسل سراياه تترا إلى بنى آدم وتترا أى بعضها خلف بعض ولو أننا نعمل كالأبالسه لكنا من المصطفين الأخيار، فهم لا يكلون لا ينامون لا يهدئون وأبليس لا يحاسب كل شهر أو كل أسبوع إنما يحاسب كل يوم فيرسل سراياه تترا ويقفو بعد ذلك طابور وهو جالس على الكرسى وكل واحد يعطيه التقرير فيقول الأول: ما تركته حتى فعل كذا وكذا ونحن من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير