تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك كتاب الحيدة لابن الكنانى، فقد تكلم الذهبي فيه وقال احسبه موضوع والحقيقة اننى اطلعت على نسخه في الجامعة الإسلامية في المرة الماضية وقد وجدت المحقق الدكتور على ناصر الفقهيى وجد سند أخر 0

والعجيب ان المناظرة ممتازة لكن لماذا قال الذهبي رحمه الله أنها موضوعه؟

لأنه تفرد ينقل هذا الكتاب رجل كذاب، متروك، فإذا كانت قصه مثل هذه تتوافر الهمم والدواعي على نشرها لأنها ما أجرا ما يمكن ان يقراه الإنسان في مثل هذه الفتنه الصماء العمياء التي ما ثبت فيها إلا قلائل، لاسيما انه في نفس ألقصه ان عبد العزيز الكنانى أقام الحجة على المأمون وعلى بن داود ووافق المأمون واقتنع بر اى عبد العزيز، آذن لماذا لم يرجع المأمون عن قوله إذا كان يقول له صدقت ياعبدالعزيز، صدقت ياعبدالعزيز0

أضف إلى ذلك ان الذين جلدوا في فتنه خلق القران الكريم كثره، ونعرف أسماء لها مصنفات وليس لها رواية، مالها إلا أنها جلدت في هذه الفتنه مثل محمد بن نوح الشاب الذي مات في الحديد فإذا حفظ لنا اسمه محمد بن نوح مع انه لم يفعل شيئا سوى انه مات في الحديد، وليس له مصنفات يعرفه المسلمون بها0

فكيف بهذه المناظرة التي وقف عبد العزيز بالمسجد وحصلت المناظرة آفلا تطير بالأسانيد المتواترة، لاسيما وقد افلح عالم من علماء ألسنه في إقامة الحج على المأمون وأبى داود، فكيف يتطرد بهذا الأمر العظيم رجل كذاب 0

فمن المعروف عند العلماء ان الأمر إذا كان مشتهرا، تتوافر الهمم والدواعي على نقله لم ينقله إلا واحد لاسيما إذا ا كان مسروق فان هذا من أعظم القوادح فيه0

فقد وجد المحقق الفاضل لهذه النسخة –وأتمنى ان تكون صحيحة إلى مؤلفها – إسناد أخر عند ابن بطه لهذه المناظر لكن ابن بطه ما ساق الكتاب كله، إنما ساق بعض الكتاب، حينئذ لا نحكم لكل مؤلف للكتاب بهذا الإسناد الذي روى بعض الكتاب، وهذه تسمى عند المحدثين شهادة قاصره0

فإننا نحتاج إلى متابعه تامة، لان هذه المتابعة تعتبر قاصوه، ولذلك فإن الإسناد هو احد الأشياء التي نثبت بها صحة الكتاب0

فلذلك لما جاء د0 ذكر مبارك عندنا في مصر ونفى نسبه كتاب ألام إلى الإمام الشافعي رحمه الله ليس له مؤلف اسمه ألام حاجوه بالأسانيد، وأثبتوا خطأ مقالته بالأسانيد والسماعات الكثيرة على كتاب الأم للإمام الشافعي رحمه الله تعالى0

آذا حتى علم الحديث يتدخل في إثبات الكتب إلى أصحابها، ولذلك يتشكك العلماء إذا وجدوا كتابا يطبع لأول مره وليس له إسناد، ولم يقره الجامعون لكتب العلماء مثلا، مثل كتاب كشف الظنون، وهذه الكتب التي تعنى بذكر الكتب المخطوطة أو كل عالم وماله من الكتب0

فإذا وجدنا ان بعض الكتب منسوبه لبعض العلماء، ففتشنا في كتب الفهارس فلم نجد لهذا الكتاب ذكرا تحت اسم مصنفه، ولم نجد له إسناد على لوحه الكتاب، فالإنسان يحيك في صدره من ناحية هذا الكتاب، هل يا ترى ينسبه إلى مؤلفه أم لا؟

ولذلك كانت العناية بالإسناد عناية عظيمة جدا، وكان مبدأ العناية بالإسناد لما حصلت الفتنه الكبرى بافتراق الامه بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، وبد المسلمون يتمزقون مزقا، ويتفرقون فرقا0

وكانت كل فرقه تبحث في كلام النبي صلى الله عليه وسلم عما يؤيد دعواها، وأنها على الحق وبعض الفرق لم تكن تستطيع ان تستخرج من الأحاديث ما يؤيد بيعتها فكانت تفتري الكذب. . .

وكما قال بن عباس رضي الله عنهما: كان الواحد إذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امتدت اليه أعناقنا، وأصغت اليه آذاننا، فلما وقعت الفتنة، وكثر الكذب قلنا لهم سموا لنا رجالكم0

فبدا الاهتمام بالإسناد منذ هذه الفترة المبكرة في حياة المسلمين، وصارت هذه سنه حتى ان الرجل إذا أراد ان يتسول افترى على النبي صلى الله عليه وسلم، وأتى بإسناد لكلامه، لمعرفته ان الإسناد مهم جدا0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير