تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولذلك فان هذه الفهارس العلمية التي خرجت بكثرة لعلوم السنة أحدثت من الشر في اعتقادي أكثر من المصلحة لأنها أدخلت غير المتخصصين في العلم، فقد تجد الآن بعض الطلبة الصغار تبجحون على المشايخ الكبار بكثرة عدد المصادر كأن يقول لك مثلا أن الشيخ الالبانى رحمه الله خرج هذا الحديث من عشرة مصادر فقط، اما أنا فقد خرجته من أربعين مصدرا0

طيب مالذى جئت به زيادة أربعين مصر من طريق الزهري عن عروة عن عائشة إذن أنت لم تضيف شيئا إلا ذكر المصدر، وهذا ليس له كبير قيمة إذ لم يكن في المصدر زيادة في المتن وزيادة في الإسناد سماع لمدلس أو متابعة لضعيف أو نحو ذلك لسهولة ---- كتب ألسنه لغير المتخصصين0

الشيخ احمد شاكر أبو الأشبال رحمه الله في مقدمة كتاب مفتاح كنوز السنة قال وهو في غاية الفرح بالكتاب لقد ظللت ابحث عن حديث في الترمذي خمس سنوات.

فإذا كان هذا رجل متخصص ويعذب عنه حديث في الترمذي وكتاب الترمذي هذا من الكتب التي قراها على والده، فما بالك بغيره ممن لم يقرا مثل هذه الكتب الأخرى وهذه الفهارس العلمية كانت غير موجودة إنما كان أصحاب الحديث يصنعونها لأنفسهم، والله ما دخل واحد في هذا العلم، لأنه علم صعب جدا يستعصى على احد لكثرة كتبه وجزئياته0

ونحن ألان عند نظرنا في حال من يمارسون علم الحديث الآن نجد إنهم كثرة ولكن لأملكه لأحد منهم.

قلة قليلة جدا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود هم الذين يحسنون صنعة الحديث في هذا العصر والباقون عاله وسرا ق ونقله.

وينبغي على طالب العلم ان يعلم قدر العلماء وهيبتهم فقبل ان يقول فلان مخطى فينبغي ان يعرف حجم فلان هذا0

فأنت حينما تأتى على هؤلاء الصغار تجده يقول أن الإمام الترمذي متساهل!!!

هل يجوز لمقلد ان يحكم على مجتهد؟ الجواب: لا وما حجمك أنت بالنسبة للإمام الترمذى0

ان كان الإمام الذهبي رحمه الله قال: لا يجوز للعلماء ان يعتمدوا على تفسير الترمذي هذا لان الذهبي إمام مجتهد له مواصفات اختلط الحديث بلحمه وشحمه وصار له فيه أعظم ملكه فإذا ما قال هذه الكلمة في حق الترمذي رحمه الله تكون مقبولة اما أنت ان تأتى فترمى العلماء المجتهدين فهذا نوع من الجراءة على العلماء وابسط شي عنده هو ان يقول لا اعلم له دليلا وهذا القول يستطيع ان يقوله اى إنسان في الدنيا لأنه لا يعلم شي فعلا0

وعلى هذا فان الصحوة الموجودة ألان لها بعض البركات، وهى لفت النظر إلى، العلم كن فتحت باب خلل عظيم على كتب السنة، وطعنوا على العلماء وصار اى واحد غمر من هؤلاء يستطيع بمنتهى السهولة الجرأة على العلماء، وهذا بسبب عدم وضع ضوابط في أدب طلب العلم0

فينبغي ان يحجم طالب العلم، وليس عيبا ان يحجم، بل لابد ان يحجم0

وكم رأينا نماذج كثيرة من العلماء الذين كانوا يقسون على الطلبة ومع ذلك كان الطالب محب ومقبل على العلم0 لأنه يرى ان تجرع الذل ساعة في طلب العلم خير من تجرع الذل طول العمر في الجهل، لان تذل ساعة بين يدي المعلم ثم تصبح بعد ذلك عالم، خير من ان تعيش في ذل الجهل طول العمر0

ونحن لا ننسى لما جاء رجل إلى يحيى بن معين وقال له يا ابازكريا أنا مستعجل حدثني بحديث أذكرك به؟ فقال له اذكرني إذا طلبت منى حديث فلم افعل، وحرمه من الحديث، وهذا نوع من التأديب، لان بعض الناس يأتيك وهو يلبس ثياب الكبر، متصور انه أفضل منك0 ويستحضر وضعه الاجتماعي، وانه من الاسره الفلانية، وانه من القبيلة الفلانية، وانه من الاماره الفلانية، فيأتيك ويجلس وهو متقمص هذه الشخصيه0

لذلك لما طلب عبد الله بن ظاهر (الأمير) وطلب من الإمام البخاري رحمه الله أن ياتى قصره ويقرا على أولاده، فامتنع الإمام البخاري رحمه الله وقال لن آتيك فإذا أراد أولادك أن يحضروا مجلس العلم وألا فامنعني حتى يكون بيني وبينك الله حجة في المنع0

فقد كان بعض هؤلاء الناس يأنف ان يزاحم الفقراء، وأن يزاحم أولاد البقالين، والخبازين، والكناسين، كما ورد في بعض تراجم هؤلاء العلماء0

وكان بعضهم يستنكف أن يصلى الجماعة الأولى، ويقول أصلى معكم في مسجدكم حتى يزاحمني البقالون والخبازون 0

فمثل هذا إذا جاء إلى مجلس الشيخ بهذا الكبر فان الشيخ يؤدبه بطرده من المجلس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير