) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. (
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
أما بعد000
فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عله وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلاله، وكل ضلالة في النار0
روي الإمام مسلم فى صحيحة من حديث عبد الله بن مسعود قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ".
فأول فائدة من هذا الحديث: أن اشتباه الظواهر تحتاج إلى عالم، فكثيرا ما يشتبه الحق بالباطل لوجود الأمارات الدالة على أن هذا حق و لذلك أرسل الله عز وجل رسله ليفكوا هذا الإشكال الظاهر للناس، فبين الشجاعة و التهور شعرة و بين الإسراف و الكرم شعرة و كثير من الناس لا يفرق بين الشجاعة مثلا و التهور و هذا يحتاج لمن يعرفه حقيقة الشجاعة و حقيقة التهور و هذا يحتاج لفضل علم، لذلك كنا جميعا محتاجين لرسول الله صلي الله عليه وسلم ليعرفنا ما يحبه ربنا و ما يسخطه.
لما خاض الصحابة فى حديث الإفك الذي ذكر الله عز وجل قصته فى مطلع سورة النور وخلاصته (اتهام السيدة عائشة من قبل المشركين، فحسان بن ثابت و هو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم و لا يشك أحد فى محبته و لآل بيته للنبى صلى الله عليه وسلم، كل الذي فعله حسان بن ثابت و حمنة بنت جحش و جماعة من المؤمنين أنهم نقلوا الخبر – فقط – لم يتهموها و لم يعتقدوا أنها متهمة.
فبماذا أدبهم الله تعالى؟ قال لهم: " و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "
فما هو الميزان إذا؟
فقد نحسب الشيء هينا و لكن السماوات تهتز له!!
من الذي يعرفنا أن هذا عظيم و هذا حقير؟ العلم
لأجل هذا قال النبى هذا الكلام الخطير: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "
معنى هذا أن الذي دخل فى قلبه الكبر و لو كان مثقال ذرة (وهى لا تري بالعين المجرده) لا يدخل الجنة (وهى منتهى الطلب).
ففى سنن أبى داود قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل كيف تقول في الصلاة قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حولها ندندن.
فالجنة هى غاية المطالب و ليس كما يدعى بعض الناس أن من يسأل الله الجنة كان يعبد الله عبادة التجار.
كيف؟ و قد سألها رسول الله صلى الله عليه و سلم
كيف؟ و أعظم نعيم فى الجنة على الإطلاق هو أن تري الله عز وجل، و لا تري الله عز وجل إلا إذا دخلت الجنه.
قال الشافعى رحمه الله فى تفسير قوله تعالى: " كلاَّ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " هذا الحجاب أعظم من النار، لأن رويته عز وجل هي غاية المطالب.
فسؤال الجنة غاية المطالب لذلك كانوا حريصين على رفع كل مضاد لدخول الجنة، و أحد هذه المضادات الخطيرة التى تبعد الإنسان عن الجنة و تدخله النار (الكبر) لاسيما مثقال ذرة.
فشتبه على الصحابى المعنى، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ليفصل له قال: أنه رجل هندامه جيد و يحب التعطر و يلبس حذاء جيد و غالى فهل هذا يعد من الكب؟؟ قال: لا
اشتبه هذا المعنى بحقيقة الكبر لأنه آمارة تدل على الكبر، و يجوز نصب الحكم على الآمارة لأن ربنا عز وجل لما ذكر بعض عباده المتكبرين قال: " ثانى عطفه " يعنى الرجل الذي ينظر إلى أكتافه.
مجرد النظر إلى الأكتاف و إلى الثوب لا يدل على الكبر لكنه آمارة، أي من الممكن أن يكون متكبر ومن الممكن العكس.
فلما إشتبه هذا المعنى على الصحابى سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا كبر، قال: لا ثم لم ينتظر النبي المعلم الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور أن يسأله الصحابى عن حقيقة الكبر فلخص له حقيقة الكبر فى كلمتين قال: " الكبر بطر الحق وغمط الناس ".
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره
أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال يا أنس كتاب الله القصاص فرضي القوم وعفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره
¥