كم تتلى علينا آيات القرآن و قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة،
و كم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة، لا الشاب منا ينتهي عن الصبوة و لا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة،
أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة و إذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة، و إذا صاموا صامت منهم الألسنة و الأسماع و الأبصار، أفما لنا فيهم أسوة؟!!!
كما بيننا و بين حال الصفا أبعد مما بيننا وبين الصفا و المروة كلما حسنت منا الأقوال ساءت الأعمال، فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حسبنا الله.
يا نفس فاز الصالحون بالتقى و أبصروا الحق و قلبي قد عمي
يا حسنهم و الليل قد جنهم و نورهم يفوق نور الأنجم
ترنموا بالذكر في ليلهم فعيشهم قد طاب بالترنم
قلوبهم للذكر قد تفرغت دموعهم كلؤلؤ منتظم
أسحارهم بهم لهم قد أشرقت و خلع الغفران خير القسم
ويحك يا نفس ألا تيقظ ينفع قبل أن تزل قدمي
مضى الزمان في توان و هوى فاستدركي ما قد بقي و اغتنمي. "
موعظة لعمر بن عبد العزيز في مبادرة الأجل بالأعمال:
" خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها فقال فيها: إنكم لم تخلقوا عبثاً و لن تتركوا سدى، و إن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب و خسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، و حرم جنة عرضها السموات و الأرض، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين و سيتركها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، و في كل يوم تشيعون غادياً و رائحاً إلى الله قد قضى نحبه و انقضى أجله فتودعونه و تدعونه في صدع من الأرض غير موسد و لا ممهد، قد خلع الأسباب و فارق الأحباب و سكن التراب و واجه الحساب، غنياً عما خلف فقيراً إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت و انقضاء مواقيته، و إني لأقول لكم هذه المقالة و ما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي و لكن أستغفر الله و أتوب إليه، ثم رفع طرف ردائه و بكى حتى شهق، ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه "
خصال الخير في رمضان
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمسَ خصال لم يعط أمة قبلهم، خُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته.
ثم قال:
يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيرون إليك، وتصفد فيه الشياطين، ولا يخلصون فيه إلى ما يخلصون في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة.
قيل: يا رسول الله هي ليلة القدر؟ قال: لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله "
ـ عن أبي نضرة قال: سمعت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول:: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يُعطهن نبي قبلي: أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله تعالى إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا، وأما الثانية فإن خُلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة فإن الله تعالى يأمر جنته فيقول لها:
استعدي وتزيني لعبادي أوشكوا أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي.
وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا.
فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر؟ فقال: لا ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم "
يا باغي الخير أقبل
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان: صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة "
¥