فلبث بذلك ما شاء الله ثم أتيته فقلت: يا رسول الله أمرتنا بالصيام فأرجو أن يكون قد بارك الله لنا فيه، يا رسول الله فمرني بعمل آخر، قال اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة "
ـ عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: " أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت: مرني بعمل يدخلني الجنة، قال: عليك بالصوم فإنه لا عِدل له، ثم أتيته الثانية فقال: عليك بالصيام "
وزاد ابن حبان: " فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان نهارا عرفوا أنه قد اعتراهم ضيف "
ـ عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت: " يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به قال: عليك بالصيام فإنه لا مثل له "
الصيام عبادة وإن كنت نائما
ـ عن عبد الله ابن أبي أوفى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور "
ـ عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية قال: " الصائم في عبادة ما لم يغتب أحدا وإن كان نائما على فراشه، فكانت حفصة تقول: يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي. قال هشام: وقالت حفصة: الصيام جنة ما لم يخرقها صاحبها وخرقها الغيبة "
صوموا تصحوا
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا "
" قال الحرالي: فيه إشعار بأن الصائم يناله من الخير في جسمه وصحته ورزقه حظ وافر مع عظم الأجر في الآخرة، ففيه صحة للبدن والعقل بالتهيئة للتدبر والفهم وانكسار النفس إلى رتبة المؤمنين والترقي إلى رتبة المحسنين، وللمؤمن غذاء في صومه من بركة ربه بحكم يقينه فيما لا يصل إليه من لم يصل إلى محله، فعلى قدر ما يستمد بواطن الناس من ظواهرهم، يستمد ظاهر المؤمن من باطنه حتى يقوى في أعضائه بمدد نور باطنه كما ظهر ذلك في أهل الولاية والديانة، وفي الصوم غذاء للقلب كما يغذي الطعام الجسم، ولذلك أجمع مجربةُ أعمال الديانة من الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه على أن مفتاح الهدى والصحة الجوع؛ لأن الأعضاء إذا وهنت لله نور الله القلب، وصفى النفس، وقوي الجسم، ليظهر من أمر الإيمان بقلب العادة جديد عادة هي لأوليائه أجل في القوى من عادته في الدنيا لعامة خلقه "
صيام رمضان للمسافر والمرضع والحامل
ـ عن نافع عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته "
ـ عن نافع عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه "
ـ عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائم، فقال: ليس من البر الصوم في السفر "
ـ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: " سافر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهارا ليراه الناس، ثم أفطر حتى دخل مكة، قال: ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فصام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر "
ـ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: " لا تعب على من صام ولا على من أفطر، قد صام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السفر وأفطر
ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: " غزونا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم "
ـ عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: الإفطار في السفر صدقة تصدق الله بها على عباده "
ـ عن كهمس قال: " سئل سالم (أو سألته) عن الصوم في السفر، فقال: إن صمتم فقد أجزأ عنكم وإن أفطرتم فقد رخص لكم "
ـ عن أبي حمزة قال: " سألت ابن عباس عن الصوم في السفر؟ فقال: عسر ويسر، خذ بيسر الله عليك "
¥