قال أحمد أبي الحواري: إني لأقرا القرآن و أنظر في آيِه فيحير عقلي بها، و أعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم، و يسعهم أن يشغلوا بشيء من الدنيا و هم يتلون كلام الله، أما إنهم لو فهموا ما يتلون، و عرفوا حقه و تلذذوا به و استحلوا المناجاة به، لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا.
أنشد ذو النون المصري:
منع القرآنُ بوعده و وعيده مُقَل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه فهماً تذل له الرقاب و تخضع
فأما من كان معه القرآن فنام عنه بالليل و لم يعمل به بالنهار، فإنه ينتصب القرآنُ خصماً له يطالبه بحقوقه التي ضيعها "
فيا من ضيع عمره في غير الطاعة، يا من فرط في شهره بل في دهره و أضاعه، يا من بضاعته التسويف و التفريط، و بئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن و شهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة؟!!!
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه و الصور في يوم القيامة ينفخ.
الصوم سبب للنجاة من النار
ـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا "
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " من صام يوما في سبيل الله ـ عز وجل ـ زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا "
ـ عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض "
ـ عن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " من صام يوما في سبيل الله ـ عز وجل ـ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "
ـ عن مطرف قال: دخلت على عثمان بن أبي العاص ـ رضي الله عنه ـ فدعا بلبن فقلت: إني صائم فقال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال "
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن ربكم يقول: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به، الصوم جنة من النار، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل: إني صائم "
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " من صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى، بعده الله ـ عز وجل ـ من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما "
ـ عبيد الله بن أحمد قال: سمعت شيخاً يقول:: بلغنا أن أبا ذر ـ رضي الله عنه ـ كان يقول يا أيها الناس إني لكم ناصح، إني عليكم شفيق، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، وصوموا في الدنيا لحر يوم النشور، وتصدقوا مخافة يوم عسير، يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق "
عتقاء الله في كل ليلة من رمضان
ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة "
ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إن لله عتقاء من النار في كل يوم وليلة، ولكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة (يعني في رمضان) "
قال المناوي: " (دعوة مستجابة) أي عند فطره أو عند بروز الأمر بعتقه وهذه منقبة عظيمة لرمضان وصوامه وللدعاء والداعي.
تنبيه، قال الحكيم: دعاء كل إنسان إنما يخرج على قدر ما عنده من قوة القلب، فربما يخرج شديد النور شمس تطلع، وقد يخرج دعاء بمنزلة قمر يطلع، ودعاء يخرج ببعض تقصير فنوره كالكواكب "
اشتراط سلامة الصيام للنجاة من النار
¥