ـ عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك عند السحور: " يا أنس إني أريد الصيام أطعمني شيئا، فأتيته بتمر وإناء فيه ماء، وذلك بعد ما أذن بلال، فقال: يا أنس انظر رجلا يأكل معي، فدعوت زيد بن ثابت فجاء فقال: إني قد شربت شربة سويق وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وأنا أريد الصيام، فتسحر معه ثم قام فصلى ركعتين ثم خرج إلى الصلاة "
ـ عن العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ قال: " دعاني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى السحور في رمضان فقال: هلم إلى الغداء المبارك "
ـ عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور "
اعتكاف العشر الأواخر من رمضان
تعريف الاعتكاف:
" هو في اللغة الحبس والمكث واللزوم.
وفي الشرع المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة، ويسمى الاعتكاف جوارا "
وعرفه بعض العلماء بقوله: " فمعنى الاعتكاف و حقيقته: قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق "
التعاريف تختلف بحسب منهج المُعَرف، فالتعريف الأول نظر إلى حد الاعتكاف الشرعي، ليُخرج به ما ينافيه من مبطلات ومكروهات.
والتعريف الثاني نظر إلى ثمرة الاعتكاف التي لا تحصل إلا بقطع القلب عما سوى الله، وهذه حقيقة الاعتكاف عند ذوي البصائر؛ لأنه لا يؤتي ثماره إلا بتحقق تلك الحقيقة، فاعتكاف الصالحين انقطاع عن الخلق، وأنس بالله، ونسيان للشهوات والرغبات الطبعية، ولعل هذا هو السر في امتناع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن مثل ذلك، فقد كان يشد مئزره، وذلك كناية عن الإقلال من الطعام والشراب والجماع.
" و كلما قويت المعرفة بالله و المحبة له و الأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية
على كل حال.
كان داود الطائي يقول في ليله: همك عطل على الهموم و حالف بيني و بين السهاد، و شوقي إلى النظر إليك أوثق مني اللذات و حال بيني و بين الشهوات.
مالي شغل سواه مالي شغل ما يصرف عن قلبي هواه عذل
ما أصنع إن جفا و خاب الأمل مني بدل و منه مالي بدل
وكان بعضهم لا يزال منفرداً في بيته خالياً بربه. فقيل له: أما تستوحش؟ قال: كيف أستوحش و هو يقول: أنا جليس من ذكرني.
أوحشتني خلواتي بك من كل أنيسي
و تفردت فعاينـ تك بالغيب جليسي "
ـ قال الإمام البخاري: (باب الاعتكاف في العشر الأواخر والاعتكاف في المساجد كلها لقوله تعالى {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون})
ـ عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: " إن مثل المعتكف مثل المحرم ألقى نفسه بين يدي الرحمان فقال: والله لا أبرح حتى ترحمني "
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: " كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله "
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر "
ـ قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره "
ـ عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة "
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده "
¥