ـ عن سحيم مولى بني تميم قال: " جلست إلى عامر بن عبد الله وهو يصلي فتجوز في صلاته ثم أقبل علي فقال: أرحني بحاجتك فإني أبادر؟ قلت: وما تبادر؟ قال: ملك الموت رحمك الله؟ قال: فقمت عنه وقام إلى صلاته "
ـ عن يزيد الرقاشي قال: " بلغنا أن عامر بن عبد الله لما احتضر بكى فقيل له: ما يبكيك؟ قال: هذا الموت غاية الساعين وإنا الله وإنا إليه راجعون، والله ما أبكي جزعا من الموت ولكني أبكي على حر النهار وبرد الليل، وإني أستعين بالله على مصرعي هذا بين يديه "
ـ عن عبيد الله بن محمد التيمي قال حدثني بعض أشياخنا: " أن رجلا من عامة هذه الأمة حضرته الوفاة فجزع جزعا شديدا وبكى بكاء كثيرا فقيل له في ذلك فقال: ما أبكي إلا على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم، ويذكره الذاكرون ولست فيهم، فذاك الذي أبكاني "
ـ عن سعير بن الخمس قال: " بلغنا أن روح بن زنباع دعا أعرابيا إلى طعامه فقال: لست أطعم إياها ثم قال له روح: الصوم في مثل هذا اليوم؟ فقال الأعرابي: ادع أيامي تذهب باطلا؟
فقال روح: لئن كنت يا أعرابي ضننت بأيامك أن تذهب باطلا لقد جاد بها روح "
ـ عن سعيد بن سالم (و ليس بالقداح) قال: " نزل روح بن زنباع منزلا بين مكة والمدينة في يوم عاصف وقرب غداءه فانحط عليه راع من جبل فقال: يا راعي هلم إلى الغذاء. قال: إني صائم. قال روح أو تصوم في هذا الحر الشديد. قال: فقال الراعي أفأدع أيامي تذهب باطلا؟ قال: وأنشأ روح يقول:
لقد ضننت بأيامك يا راعِ إذ جاد بها روح بن زِنباعِ "
ـ عن عبد العزيز بن رفيع أنه قال في قوله تعالى: (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) قال: الصوم "
ـ عن علقمة قال: " أُتي عبد الله بشراب فقال: أعط علقمة أعط مسروقا فكلهم قال: إني صائم فقال: (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) "
ـ عن ابن شوذب قال: " كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما وكان الذي يفطر فيه يتغدى فلا يتعشى ثم يتسحر ويصبح صائما "
ـ عن معمر بن عيسى عن مالك قال: " بلغني أن حسين بن رستم الأيلي دخل على قوم وهو صائم فقالوا له: افطر. فقال: إني وعدت الله وعدا وأنا أكره أن أخلف الله ما وعدته "
ـ قال أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال: " دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم وقد احتفر جورة في فسطاطه وجعل فيها نطعا وأفرغ فيه الماء وهو يتلصق فيه فقالوا: ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟ قال: لو حضر قتال لأفطرت ولتهيأت له وتقويت، إن الخيل لا تجري الغايات وهن بدن، إنما تجرى وهن ضمر ألا وإن أيامنا باقية جائية لها نعمل "
ـ قال أبو عاصم النبيل: " كان ابن جريج من العباد، كان يصوم الدهر سوى ثلاثة أيام من الشهر، وكان له امرأة عابدة "
ـ عن أبي بكر بن أبي الدنيا حدثني بعض أهل العلم قال: " دعا قوم رجلا إلى طعام فقال: إني صائم فقالوا: افطر اليوم وصم غدا. فقال ومن لي بغد "
ـ " رأى بعضهم بشر بن الحارث في المنام و بين يديه مائدة و هو يأكل و يقال له: كل يا من لم يأكل و اشرب يا من لم يشرب.
كان بعض الصالحين قد صام حتى انحنى و انقطع صوته فمات، فرآه بعض أصحابه في المنام فسأله عن حاله فضحك و أنشد
قد كسي حلة البهاء و طافت بالأباريق حوله الخدام
ثم حلى و قيل يا قارىء ارقه فلعمري لقد براك الصيام
اجتاز بعض الصالحين بمناد ينادي على السحور في رمضان: يا ما خبأنا للصوام، فتنبه بهذه الكلمة و أكثر من الصيام "
ـ قال ابن رجب: " باع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له و يستعدون بالأطعمة و غيرها، فسألتهم؟ فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: و أنتم لا تصومون إلا رمضان؟!!! لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ردوني عليهم.
ـ وقال: " باع الحسن بن صالح جارية له، فلما انتصف الليل قامت فنادتهم: يا أهل الدار الصلاة الصلاة. قالوا: طلع الفجر؟ قالت: أنتم لا تصلون إلا المكتوبة، ثم جاءت الحسن فقالت: بعتني على قوم سوء لا يصلون إلا المكتوبة ردني ردني.
¥