تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ قال الفيض: " قال لي الفضيل: لو قيل لك: يامُرائي غضبت وشق عليك، وعسى ما قيل لك حق، تزيَنْتَ للدنيا وتصنعت، وقصرت ثيابك وحسنت سمتك، وكففت أذاك حتى يقال: أبو فلان عابد ما أحسن سمته، فيُكرمونك وينتظرونك ويقصدونك ويهدون إليك، مثل الدرهم الستوق (أي الزائف المخلوط بالنحاس) لا يعرفه كل أحد، فإذا قُشر قُشر عن نحاس "

ـ قال محمد بن القاسم: " صحبت محمد بن أسلم أكثر من عشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة، وسمعته كذا وكذا مرة يحلف لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفا من الرياء، وكان يدخل بيتا له ويغلق بابه ولم أدر ما يصنع حتى سمعت ابنا له صغيرا يحكي بكاءه فنهته أمه. فقلت لها: ما هذا؟ قالت: إن أبا الحسن يدخل هذا البيت فيقرأ ويبكي فيسمعه الصبي فيحكيه، وكان إذا أراد أن يخرج غسل وجهه واكتحل فلا يُرى عليه أثر البكاء "

ـ عن الثوري عن سُرية للربيع: " أنه كان يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف فيغطيه "

ـ قال ابن معين: " وكان يَحيى يجيء معه بمسباح فيدخل يده في ثيابه فيسبح "

ـ ومن كلام الحسن بن منصور: " رب معتزل للدنيا ببدنه مخالطها بقلبه، ورب مخالط لها ببدنه مفارقها بقلبه وهو أكيسهما "

ـ قيل: " التقى سفيانُ والفضيلُ فتذاكرا فبكيا فقال سفيان: إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة. فقال له فضيل: لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه شؤمأ، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي وتزينت لك فعبدتني وعبدتك؟ فبكى سفيان حتى علا نحيبه ثم قال: أحييتني أحياك الله "

ـ عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال: " كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجا، ولو رجعت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ما فعله "

ـ عن سلام قال: " كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة "

ـ عن خلف بن تميم قال: " سمعت أبي تميم بن مالك يقول: " كان منصور بن المعتمر إذا صلى الغداة أظهر النشاط لأصحابه فيحدثهم ويكثر إليهم، ولعله إنما بات قائما على أطرافه، كل ذلك ليخفي عليهم العمل "

قلت: أدرك منصورُ أيوبَ السختياني، وسمع منه، فما أشبه التلميذ بشيخه!!!!!

فالشيخ إما أن يكون لطلابه رحمة، وإما أن يكون عليهم عقوبة، فإذا علمهم ما ينفعهم كان لهم رحمة، وإذا شغلهم بسفاسف الأمور كان عليهم نقمة.

فرحم الله أساتذة السلف، الذين كانوا يستفاد من لحظهم قبل لفظهم، لألسنتهم صائنين، وللقرآن تالين، ولحق العلم راعين.

ـ عن كعب قال: " رجال يباهى الله بهم ملائكته: الغازي في سبيل الله، ومقدمة القوم إذا حملوا، وحاميتهم إذا هزموا، والذي يخفى صلاته، والذي يخفي صيامه، والذي يخفي صدقته، والذي يخفي كل عمل صالح ما ينبغي أن يُخفى "

ـ عن أبي حفص بن شاهين قال: قرأت على جعفر بن محمد الثقفي، سمعت سهل بن عبد الله يقول: " أول الحجاب الدعوى فإذا أخذوا في الدعوى حرموا "

ـ عن أبي بكر أحمد بن محمد السائح قال: سمعت القاسم بن محمد صاحب سهل يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: " ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى، ولا طريق أقرب إليه من الافتقار "

فما أكثر أدعياء العلم والتعبد، الذين ليس لهم نصيب سوى الحرمان، فالمتشبع بما لم يُعطى كلابس ثوبي زور، والمفتقر إليه مع كثرة عمله أهل لنيل الهبات، فتوفيق الله لعباده منه إليهم صدقات، وأولى الناس بالصدقات الفقراء (إنما الصدقات للفقراء).

ـ عن علي بن سالم قال: سمعت سهل بن عبد الله، وقيل له: " أي شيء أشد على النفس؟ فقال: الإخلاص، لأنه لها فيه نصيب "

ـ عن الأعمش قال: " كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل الداخل نام على فراشه "

ـ عن عبد الله بن الشخير قال: " كنا نأتي عامر بن عبد الله وهو يصلي في مسجده، فإذا رآنا تجوز في صلاته ثم انصرف فقال لنا: ما تريدون؟ وكان يكره أن يرونه يصلي "

ـ قال رجاء بن أبي سلمة: " نظر الرجاء بن حيوة إلى رجل ينعس بعد الصبح فقال انتبه لا يظنون أن ذا عن سهر "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير