ـ عن عيسى بن عمرو قال: " كان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه ليلا فيقف على القبور فيقول: يا أهل القبور، طويت الصحف، ورفعت الأعمال. ثم يبكي، ثم يصف بين قدميه حتى يصبح فيرجع فيشهد صلاة الصبح "
ـ عن الحسن بن عمرو الفزاري قال: حدثني مولى عمرو بن عتبة قال: " استيقظنا يوما حارا في ساعة حارة، فطلبنا عمرو بن عتبة فوجدناه في جبل وهو ساجد، وغمامة تظله وكنا نخرج إلى العدو فلا نتحارس، لكثرة صلاته، ورأيته ليلة يصلي فسمعنا زئير الأسد فهربنا وهو قائم يصلي لم ينصرف. فقلنا له: أما خفت الأسد؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يخاف شيئا سواه "
ـ عن شرحبيل بن مسلم: " أن رجلين أتيا أبا مسلم الخولاني في منزله فقال بعض أهله: هو في المسجد، فأتيا المسجد فوجداه يركع فانتظرا انصرافه وأحصيا ركوعه فأحصى أحدهما أنه ركع ثلثمائة والآخر أربعمائة قبل أن ينصرف "
ـ عن عيسى ابن يونس عن ابن أبي خالد قال: " رأيت مرة بن شراحيل يصلي على لبد وهو يمسك بوتد في الحائط وكان في قيامه يثنى على الله ويركع ويسجد "
ـ عن ابن أبي الهذيل قال: " قلت لمرة الهمداني وكان قد كبر: كم بقي من صلاتك؟ قال: شطر مائتان وخمسون ركعة في كل يوم "
ـ عن مالك بن مغول قال: " كان بالبصرة ثلاثة متعبدون صلة ابن أشيم وكلثوم بن الأسود ورجل آخر، فكان صلة إذا كان الليل خرج إلى أجمة يعبد الله تعالى فيها، ففطن له رجل فقام له في الأكمة لينظر إلى عبادته فأتى سبُع فبصر به صلةُ فأتاه فقال: قم أيها السبُع فابتغ الرزق، فتمطى السبع وذهب ثم قام لعبادته، فلما كان في السحر قال: اللهم إن صلة ليس بأهل أن يسألك الجنة ولكن سترا من النار "
ـ عن القاسم بن راشد الشيباني قال: " كان زمعةُ نازلاً عندنا، وكان له أهلٌ وبنات، وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته:
يا أيها الركب الْمُعرِّسونا أكل هذا الليل ترقدونا؟
ألا تقومون فترحلونا؟
قال: فيتواثبون فيسمع من ههنا باكٍ، ومن ههنا داعٍ، ومن ههنا قارىء، ومن ههنا متوضىء، فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القومُ السرى ـ رحمه الله ـ "
ـ عن المحاربي قال: قال لي سفيان: " عمرو بن قيس هو الذي أدبني، علمني قراءة القرآن وعلمني الفرائض، وكنت أطلبه في سوقه فإن لم أجده في سوقه وجدته في بيته، إما يصلي وإما يقرأ في المصحف، كأنه يبادر أمورا تفوته، فإن لم أجده في بيته وجدته في بعض مساجد الكوفة في زاوية من زوايا المسجد كأنه سارق قاعدا يبكي، فإن لم أجده وجدته في المقبرة قاعدا ينوح على نفسه "
ـ عن مسعر عن رجل قال: " أتى طاووسُ رجلاً في السحر فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر "
ـ عن محمد بن سعد قال: سمعت يزيد بن هارون يقول في وصف أبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي: " وكان من العباد المجتهدين يصلي الغداة بوضوء العشاء الآخر، وكان هو وابنه المعتمر يدوران بالليل في المساجد فيصليان مرة في هذا المسجد ومرة في هذا حتى يصبحا "
ـ عن ابن شُبرمة قال: " صحبت كرزا في سفر وكان إذا مر ببقعة نظيفة نزل فصلى "
ـ عن أبي عبد الله الكِسائي قال: " بلغني أن رجلا رأى في المنام كأن ملكا يقول لآخر وهو على سور المدينة: اقلب. قال: كيف أقلب والنعمان بن عبد السلام قائم يصلي؟ "
ـ عن مهدي بن ميمون قال: " كان واصل مولى أبي عيينة جارا لي، وكان يسكن في غُرفة، فكنت أسمع قراءتَه من الليل، وكان لا ينام من الليل إلا يسيرا، قال: فغاب غيبة إلى مكة، وكنت أسمع القراءة من غرفته على نحو من صوته كأني لا أنكر من الصوت شيئا. قال: وباب الغرفة مغلق، فلم يلبث أن قدم من سفره فذكرت له ذلك، فقال: وما أنكرتَ من ذلك؟ هؤلاء سكان الدار يصلون بصلاتنا ويسمعون لقراءتنا. قال: قلت: أفتراهم؟ قال: لا. ولكني أحس بهم وأسمع تأمينهم عند الدعاء، وربما غلب علي النوم فيوقظوني "
ـ قال ابن رجب: " كانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل: قد ذهب الليل و بين أيدينا طريق بعيد و زاد قليل، و قوافل الصالحين قد سارت قدامنا و نحن قد بقينا.
يا نائم الليل كم ترقد قم يا حبيبي قد دنا الموعدُ
و خذ من الليل و أوقاته ورداً إذا ما هجع الرُّقدُ
¥