تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن العبد مأمورٌ بالسعي في اكتساب الخيرات و الاجتهاد في الأعمال الصالحات، و كل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، و أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة: (فأما من أعطى و اتقى * و صدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * و أما من بخل و استغنى * و كذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى) فالمبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.

تولى العمر في سهو و في لهو و في خسر فيا ضيعة ما أنفقت في الأيام من عمري

و مالي في الذي ضيعت من عمري من عذر فما أغفلنا من واجبات الحمد و الشكر

أما قد خصنا الله بشهر أيما شهر بشهر أنزل الرحمن فيه أشرف الذكر

و هل يشبه شهر و فيه ليلة القدر فكم من خبر صح بما فيها من الخير

روينا عن ثقات أنها تطلب في الوتر فطوبى لامرىء يطلبها في هذه العشر

ففيها تنزل الأملاك بالأنوار و البر قد قال سلام هي حتى مطلع الفجر

ألا فادخرها إنها من أنفس الذخر فكم من معلق فيها من النار و لا يدري

ـ عن جعفر قال سمعت ثابتا البناني يقول: " نية المؤمن أبلغ من عمله، إن المؤمن ينوي أن يقوم الليل ويصوم النهار ويخرج من ماله فلا تتابعه نفسه على ذلك فنيته أبلغ من عمله "

ـ عن يعقوب بن المغيرة قال: " كنا مع إبراهيم ابن أدهم في الحصاد في شهر رمضان فقيل له: يا أبا إسحاق لو دخلت بنا إلى المدينة فنصوم العشر الأواخر بالمدينة لعلنا ندرك ليلة القدر فقال: أقيموا ههنا وأجيدوا العمل ولكم بكل ليلة ليلة القدر "

فضل الوتر من العشر الأواخر

ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: كنت أُجاور هذه العشر ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثبت في مُعتكفه، وقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتُها، فابتغوها في العشر الأواخر وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين، فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد في مصلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونظرت إليه وقد انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء "

ـ عن الزهري عن سالم عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال: " رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها "

ـ عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: اعتكف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تُبان له، فلما انقضين أمر بالبناء فقُوض، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر فأمر بالبناء فأعيد، ثم خرج على الناس فقال: يا أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فنُسِّيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة، قال: قلت: يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا، قال: أجل نحن أحق بذلك منكم، قال: قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة. (وقال ابن خلَّاد مكان يحتقان: يختصمان) "

ـ عن أبي قِلابة قال: " ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في الوتر منها "

ـ عن ابراهيم بن سعد عن أبيه قال: " كان أبي سعد بن ابراهيم إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين لم يفطر حتى يختم القرآن، وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة، وكان كثيرا إذا أفطر يرسلني إلى مساكين يأكلون معه "

ـ عن هشام قال: " كان لحفصة كفن مُعد، فإذا حجت وأحرمت لبسته، وكانت إذا كانت العشر الأواخر من رمضان قامت من الليل فلبسته "

من رأى أن ليلة القدر في سبع وعشرين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير