تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان مطرف يقول في دعائه: (اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا * فإن ا المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض *)

من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا، و كان غاية أمله أن يطمع في العفو، و من كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة."

يا رب عبدك قد أتا ك و قد أساء و قد هفا

يكفيه منك حياؤه من سوء ما قد أسلفا

حمل الذنوب على الذنو ب الموبقات و أسرفا

و قد استجار بذيل عف وك من عقابك ملحفا

يارب فاعف و عافه فلأنت أولى من عفا.

ـ قال سفيان الثوري: " الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة. قال: و إذا كان يقرأ و هو يدعو و يرغب إلى الله في الدعاء و المسألة لعله يوافق، انتهى "

و مراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء و إن صلى و دعا كان حسناً.

ـ و قد قال الشعبي في ليلة القدر: " ليلها كنهارها، و قال الشافعي في القديم: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها. و هذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله و نهاره و الله أعلم "

ـ قال ابن رجب: " قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر، وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة.

ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر فأمر زر بن حبيش بالاغتسال ليلة سبع و عشرين من رمضان.

و روي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: (أنه إذا كان ليلة أربع و عشرين اغتسل و تطيب و لبس حلة إزار أو رداء، فإذا أصبح طواهما فلم يلبسهما إلى مثلها من قابل.

و كان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث و عشرين و أربع و عشرين و يلبس ثوبين جديدين و يستجمر ويقول: (ليلة ثلاث و عشرين هي ليلة أهل المدينة و التي تليها ليلتنا، يعني البصريين)

و قال حماد بن سلمة: (كان ثابت البناني و حميد الطويل يلبسان أحسن ثيابهما و يتطيبان و يطيبون المسجد بالنضوح و الدخنة في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر)

و قال ثابت: (كان لتميم الداري حلة اشتراها بألف درهم و كان يلبسها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر)

فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن كما يشرع ذلك في الجمع الأعياد وكذلك يشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات كما قال تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)

. و قال ابن عمر: الله أحق أن يتزين له. و روي عنه مرفوعاً.

و لا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة و الإنابة إلى الله تعالى وتطهيره من أدناس الذنوب وأوضارها، فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئاً قال الله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم و ريشاً و لباس التقوى ذلك خير.)

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى تقلب عُرياناً و إن كان كاسيا

لا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره و باطنه و طهرهما خصوصاً لملك الملوك الذي يعلم السر و أخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم و إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس و باطنه بلباس التقوى. أنشد الشبلي:

قالوا غداً العيد ماذا أنت لابسه فقلت خلعة ساق حبه جوعا

فقر و صبرهما ثوبان تحتهما قلب يرى ألفه الأعياد و الجمعا

أحرى الملابس أن تلقى الحبيب به يوم التزاور فبالثوب الذي خلعا

الدهر لي مأتم إن غبت يا أملي والعيد ما كنت لي مرأى و مستمتعا.

التورع من قول: صمت رمضان كله أو قمت رمضان كله إذ لا بد من غفلة

ـ عن أبي بكرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لا يقولن أحدكم إني صمت رمضان كله وقمته كله، فلا أدري أكره التزكية أو قال: لا بد من نومة أو رقدة "

ختام رمضان نسأل الله القبول

ترحل شهر الصبر والهفاه وانصرما و اختص بالفوز في الجنات من خدما

و أصبح الغافل المسكين منكسراً مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما

من فاته الزرع في وقت البِدار فما تراه يحصد إلا الهمَّ والندما

وقال آخر:

سلام من الرحمن كل أوان على خير شهر قد مضى و زمان

سلام الله على الصيام فإنه أمان من الرحمن كل أمان

لئن فنيت أيامك الغر بغتة فما الحزن من قلبي عليك بفان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير