تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أمراض القلوب وشفائها]

ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 06:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة في أمراض القلوب وشفاؤها

لشيخ الإسلام بن تيمية (رحمه الله)

وقد هممت في نقل هذه الرسالة حتى يستعد الذي ما زال غافل عن ذلك لشهر رمضان وليتذكر قول سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) (لو أنكم طهّرتم قلوبكم , ما شبعتم من كلام ربكم)

أو كما قال رضي الله عنه.

ومع الرسالة:-

http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=25&book=869

رسالة في أمراض القلوب وشفاؤها

شيخ الإسلام ابن تيمية

وقال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما

فصل " في مرض القلوب وشفائها "

قال الله تعالى عن المنافقين: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} وقال تعالى: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم} وقال: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا} وقال: {ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا} وقال تعالى: {قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} وقال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} وقال: {ويشف صدور قوم مؤمنين} {ويذهب غيظ قلوبهم}. و " مرض البدن " خلاف صحته وصلاحه وهو فساد يكون فيه يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية فإدراكه إما أن يذهب كالعمى والصمم. وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلو مرا وكما يخيل إليه أشياء لا حقيقة لها في الخارج. وأما فساد حركته الطبيعية فمثل أن تضعف قوته عن الهضم أو مثل أن يبغض الأغذية التي يحتاج إليها ويحب الأشياء التي تضره ويحصل له من الآلام بحسب ذلك؛ ولكن مع ذلك المرض لم يمت ولم يهلك؛ بل فيه نوع قوة على إدراك الحركة الإرادية في الجملة [فيتولد من ذلك] ألم يحصل في البدن إما بسبب فساد الكمية أو الكيفية: (فالأول أما نقص المادة فيحتاج إلى غذاء وأما بسبب زياداتها فيحتاج إلى استفراغ. و (الثاني كقوة في الحرارة والبرودة خارج عن الاعتدال فيداوى.

فصل وكذلك " مرض القلب "

هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره وإرادته فتصوره بالشبهات التي تعرض له حتى لا يرى الحق أو يراه على خلاف ما هو عليه وإرادته بحيث يبغض الحق النافع ويحب الباطل الضار؛ فلهذا يفسر المرض تارة بالشك والريب. كما فسر مجاهد وقتادة قوله: {في قلوبهم مرض} أي شك. وتارة يفسر بشهوة الزنا كما فسر به قوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض}. ولهذا صنف الخرائطي " كتاب اعتلال القلوب " أي مرضها وأراد به مرضها بالشهوة والمريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح فيضره يسير الحر والبرد والعمل ونحو ذلك من الأمور التي لا يقوى عليها لضعفه بالمرض. والمرض في الجملة يضعف المريض بجعل قوته ضعيفة لا تطيق ما يطيقه القوي والصحة تحفظ بالمثل وتزال بالضد والمرض يقوى بمثل سببه. ويزول بضده فإذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وزاد ضعف قوته حتى ربما يهلك. وإن حصل له ما يقوي القوة ويزيل المرض كان بالعكس. و " مرض القلب " ألم يحصل في القلب كالغيظ من عدو استولى عليك فإن ذلك يؤلم القلب. قال الله تعالى: {ويشف صدور قوم مؤمنين} {ويذهب غيظ قلوبهم} فشفاؤهم بزوال ما حصل في قلوبهم من الألم ويقال: فلان شفي غيظه وفي القود استشفاء أولياء المقتول ونحو ذلك. فهذا شفاء من الغم والغيظ والحزن وكل هذه آلام تحصل في النفس. وكذلك " الشك والجهل " يؤلم القلب قال النبي صلى الله عليه وسلم {هلا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال}. والشاك في الشيء المرتاب فيه يتألم قلبه حتى يحصل له العلم واليقين ويقال للعالم الذي أجاب بما يبين الحق: قد شفاني بالجواب. والمرض دون الموت فالقلب يموت بالجهل المطلق ويمرض بنوع من الجهل فله موت ومرض وحياة وشفاء وحياته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير